بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

17 تشرين الثاني 2017 12:05ص دائرة حكومية!

حجم الخط

التعامل مع الدوائر الرسمية دوامة لا تنتهي فصولها. فالكل له تجربة مريرة مع دائرة من هذه الدوائر أو مع موظف فيها أو أكثر، يكاد لا ينساها، ويصرّ في كل مناسبة على روايتها على مسامع الآخرين. ومع ذلك لا يشفى غليله أبدا. 
القصص كثيرة جداً والحكايات تقارب الخيال في درجة غرابتها وامتناعها عن التصديق. ومع ذلك، لا يوجد من يسأل ولا من يهتم بقضايا الناس أو يتابع شكاويهم المحقة.
يتصل المواطن الشريف باحدى الدوائر الرسمية طالباً التكلم مع الموظف المسؤول عن معاملات معينة. لكن هيهات أن يتوفر الاتصال من المرة الأولى بل من اليوم الأول، والثاني، والثالث، ولا شيء يمنع أن يتدحرج الانتظار أسبوعاً كاملاً أو حتى أسبوعين. الرقم الأول مشغول، والثاني بلا أي حرارة، والثالث يأخذك إلى عالم الموسيقى الهادئة كي تبرّد أعصابك المشتعلة قليلا أو إلى المجيب الآلي الذي يتفنّن بتعذيبك بكل أدب ولباقة. 
تصبر على مصيبتك وتكتم غيظك. ولأن ربّ صدفة خير من ألف ميعاد كما يقول المثل، يحدث أن يردّ عليك أحد! أين المسؤول؟ تسأل بلهفة شديدة، لا تلبث أن تتبدّد بسرعة البرق. «هو مشغول جداً الآن، يرجى معاودة الاتصال به لاحقاً». ترفض الاستسلام بسهولة، فتستعجل محدّثك بضربة خاطفة قبل أن يغلق الهاتف في وجهك. أريد أن أسألك عن هذا الأمر من فضلك.. ماذا يجب علي أن أفعل كي أستحصل على كذا وكذا. يأتيك الجواب الصادم ببرودة: عفواً لا يمكنني افادتك، عليك أن تسأل الموظف المختص!
ينتهي الاتصال بعد طول انتظار.. وأنت واقف داخل هذه الحلقة المفرغة التي تسمّى دائرة حكومية. 


أخبار ذات صلة