بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

27 نيسان 2022 12:13ص دجاجة القاضي!

حجم الخط
لأسباب انتخابية بحتة، يجري تطيير ملف «الكابيتال كونترول»، وليس كُرمى لعيون المودعين، فتجارب الشعب مع المسؤولين اللبنانيين في مختلف الملفات، جعلتهم يتيقّنون ألا القضاء ولا اللجان النيابية ولا الحكومة مُجتمعة ستقف يوماً إلى جانبهم، بل أنّهم سيتكاتفون لحماية صاحب محل الدجاج، الذي تحدّث عنه الأديب توفيق الحكيم في روايته، حيث جاء رجلٌ إلى محل دجاج ومعه دجاجةٌ مذبوحةٌ يريد تقطيعها، فطلب منه تركها والعودة بعد ساعة، حينها مرَّ قاضي المدينة، وقال له: أعطني دجاجة، فأجابه: ليس عندي إلا هذه الدجاجة، وهي لرجل سيرجع ليأخذها، فقال القاضي: أعطني إياها وإذا جاءَكَ صاحبُها قُلْ له إنّ الدجاجةَ طارت، فإنْ اعترض دعه يشتكي ولا يهمّك.
وعندما جاء صاحب الدجاجة ليأخذها، أخبره بأنّها طارت، فغضب وقال: هيَا نذهب للقاضي، حتى يحكم بيننا، وأثناء ذهابهم مرُّوا بمُسلمٍ ويهودي يقتتلان، فأراد صاحب المحل أنْ يفصل بينهما، ولكن إصبعه دخلت في عين اليهودي ففقأتها،  وعندما حاول الهرب دخل مسجداً وصعد فوق المنارة فلحقوا به، فقفز ووقع على رجلٍ كبيرٍ فمات الرجلُ، عندها أمسكوا به وذهبوا إلى القاضي، فلما رآه تذكّر حادثة الدجاجة وضحك، ولكن عندما علم بالقضايا الثلاث أمسك برأسه وجلس يُفكّر، ثم أخذ كل قضيّة على حدى، فقال القاضي لصاحب الدجاجة: هل تؤمن بالله الذي يُحيي العظام وهي رميم؟ فأجاب نعم، فقال له: قُمْ ما لك شيء عند الرجل.
ولليهودي قال القاضي: العين بالعين والسن بالسن، لكن ديّة المُسلِم لأهل الذمة النصف.. يعني نفقأ عينك الثانية حتى تفقأ عين واحدة للمسلم، عندها تنازل اليهودي عن حقّه، كذلك ابن الرجل المُسِن الذي تنازل عن حقّه عندما طلب منه القاضي الذهاب إلى المسجد والقفز على قاتل أبيه.
هكذا إذاً تضيع الحقوق عندما تُفسَد العدالة، وكأنّ الأديب كان يقصد في روايته قضيّة المودعين في البنوك اللبنانية، وذِمَم القضاء واللجان النيابية التي توحّدت لحماية صاحب محل الدجاج، (البنوك).

أخبار ذات صلة