بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

11 آب 2021 12:00ص «دعسة زايدة»

حجم الخط
لم تعثر على الدواء فاقتحمت الصيدلية بسيارتها! للوهلة الأولى تظن أن «ثورة الدواء» اندلعت، تتحمّس زميلتي في العمل، وتُثني على بطولة هذه السيدة، وتُقرّر الفعل نفسه في حال لم يتوافر لها دواء الضغط الذي ينتهي بعد أيام، «هذا حقّنا وعلى القانون عدم مساءلتنا»، خصوصاً أنّ بعض الصيدليات بدأت بتسعير الدواء على الدولار الأميركي.

لبنان الذي يأتي ترتيبه نسبةً لعدد أصناف الأدوية المعروضة في الصيدليات في المراتب الأولى، حيث يعرض أكثر من 3600 صنف دواء، لم يبق في هذه الصيدليات اليوم سوى كريمات الترطيب، ولائحة «المفقودات» طالت أكثر من الأزمة التي يمر بها البلد.

شجاعة المرأة المقتحمة للصيدلية لم تكن سوى «دعسة زايدة» على البنزين بسبب عطل طارئ على سيارتها، عطل أصاب اللبنانيين الذين يدوس المسؤولون على أوجاعهم ومعاناتهم التي باتت بالجملة، من دون أنْ يثوروا في وجههم، فكم أزمة تليها أخرى استطاع اللبناني بفطنته الإلتفاف عليها،  ولكن ماذا يفعل المريض بدون دواء؟ ماذا يفعل المريض بدون مستشفى التي باتت مهددة بالإقفال بسبب شح مادة المازوت.

ألم يحن الوقت بعد للثورة أو لـ»دعسة زايدة» حقيقية، أم ما زلنا ننتظر أن يُصبح داخل كل بيت شهيد، «شهيد الدواء»، كالرضيعة جوري السيد، «شهيد البنزين»، «شهيد الحليب»، «شهيد الجوع»، وغيرهم كُثر سيسقطون حتماً على «مذبح» فساد ولامسؤولية المعنيين، وطمع كارتلات الدواء، المازوت، البنزين، ومافيا الاحتكار.






أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!