بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

16 كانون الثاني 2021 12:00ص راحة أبدية

حجم الخط
لم افهم في الايام القليلة الماضية لماذا يستاء الناس من الحجر المنزلي، يتأففون باستمرار ويزداد العنف الاسري وفق بعض الدراسات، حتى ان الكثيرين يذهبون لمخالفة النظام والادعاء بأن وباء كورونا كذبة ولا يصدقون ان أي شخص توفي بسببه رغم كثرة المعطيات على الارض وحجم تفشي الوباء، ليس لأن ثقافتهم فقيرة ووعيهم متدنٍ بل فقط ليهربوا من المنزل تحت ذرائع متعددة.

وهي حال جارنا الذي يستمر في الجلوس في الشارع وبدون ادنى مقومات الوقاية وهي الكمامة يستمر بالضحك على كل من يراه يرتدي الكمامة، سألته :انا اراك دائما في الشارع من الصباح الى المساء حتى انك غير آبه بالوباء، ضحك ضحكة طويلة واجابني: اعرف انك تفهمينني جيداً وتعرفين انني على يقين ان هناك وباء وسأجيبك على سؤالك: نعم انا على يقين ان هناك وباء وانا لست جاهلاً كما توحي نظراتك إلي كلما مررت، ولا اخفيكِ سراً انني اتعمد البقاء في الشارع حتى قبل الجائحة لأن من يتزوج بامرأة «نكدية» مثل زوجتى ويحال الى التقاعد باكراً فلن يكون له مكان افضل من الشارع يهرب به من النكد، اما لماذا لا اضع الكمامة واعرّض نفسي للوباء لأنه بكل بساطة الاصابة بالوباء والموت هو الحل للهروب من حياة فيها امرأة مثل زوجتي وسياسيون اكلوا كل قيمة معاشي التقاعدي وجعلوني في ادنى مستوى معيشي الا توافقينني الرأي؟.

لم اعلم حينها ماذا اجيبه لكني نصحته ان يحاول ان يستوعب طبع زوجته وربما الحجر المنزلي يقرب بينهم اما كيف يتعايش مع وضعه الاقتصادي الصعب فلم اجد له اية نصحية على اعتبار انها مشكلتنا جميعاً. ولكن المؤسف انني عندما خرجت امس من المنزل لم اصادفه سألت عنه قالوا انه مصاب بكورونا ووضعه صعب ولم يجدوا له سريراً في المشفى، هو رجل اراد ان يرتاح وبحث عن الحل بين براثن كورونا، فهل هذا ما يريده سياسيونا ان نرتاح راحة ابدية بين احضان الوباء فيرتاحون هم على كراسيهم؟.

أخبار ذات صلة