بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

30 حزيران 2022 12:00ص ربّك لمّا يريد!!

حجم الخط
 بما أنّ «الشيء بالشيء يُذكر».. وبما أنّني أسرد من الحين إلى الآخر «نهفات بناتي».. إلا أنّني «رح خبّركم هالمرّة شو صار معي».. كُنتُ مُفلساً بالمعنى الحرفي للكلمة.. ولا أكاد أملك في جيبي ما يزيد عن الـ50 ألف ليرة لبنانية.. وشهر تموز لم ينتصف بعد.. ومُلزم بدفع مبلغ من المال يتوزّع على عدّة محاور بما يُقارب المليون و450 ألف ليرة لبنانية.. و»الدنيا في عيني أصغر من خُرم إبرة»..
 وبما أنّه «كهربا مفيش.. ومي كمان مفيش».. كُنتُ مُضطراً لأنْ أرسل قميصي إلى المصبغة لغسله وكيّه.. وبالفعل يومها توجّهتُ إلى المصبغة لاستلام القميص.. الذي أحتاجه في هذا النهار المليء بالمُهمّات والمُلمّات.. وإذ بصاحب المكان يُسلّمني قميصاً ممهوراً بـ200 ألف ليرة لبنانية.. وباستغراب سألته عن سببها ومصدرها.. أو حتى إنْ كان مُخطئاً بالشخص.. فإذ به يُجيب: «ربّك لمّا يريد.. لقيتهم بجيبة القميص»..
 على وجهي ارتسمتْ ابتسامةٌ وردّدت بعبارات الشُكر والدعاء للرجل الأمين.. الذي لم يأخذ المال الذي لا أدري عنه شيئاً.. لكن لم ينته الأمر على هذا الحال.. بل كانت المشيئة تُخبّئ لي مُفاجأة من العيار الثقيل.. إذ اتصلوا بي من أحد المصارف طالبين زيارة فرعهم.. فاستعذتُ بالله واسودّت الدنيا في وجهي أكثر فأكثر.. وحاولتُ الاستفسار فألحّتْ المُديرة العزيزة على زيارتها وشرب فنجان قهوة..
 وعلى الفور توجّهتُ لاستدراك الأمر.. كوني أعي أنّ المصارف لا يأتي من ورائها إلا المصائب.. لكن هذه المرّة لم تكُنْ مُصيبة بل سألتني إنْ كُنتُ أُريد أنْ أُحرّك المال الموجود في حسابي.. فسألتها أي مال هو هذا؟.. فحسابي فارغ «عالحديدة الله وكيل.. وإنتِ ست العارفين».. أجابتي بنقض ما أقول.. وذكّرتني بحساب مُشترك مع زوجتي.. وفيه من المال ما يُعادل مليوناً 350 ألف ليرة لبنانية.. وما إذا كُنتُ أريد سحبها أو تحريكها بأي عملية.. وما إلى هُنالك..
 فاستذكرتُ كلام صاحب المصبغة حين قال: «ربّك لما يريد».. وها هو أراد ويريد وسيبقى يُريد الستر لعباده.. لا يفضح إلا مَنْ يسعى إلى فضح نفسه.. ولا يكشف حتى مَنْ يشذ عن صراطه المُستقيم.. فالحمد لله من الأمس واليوم وحتى يوم الدين.. 
أخبار ذات صلة