بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

22 آب 2020 12:00ص «رصاصة طايشة»

حجم الخط
اعتدنا نحن شعب لبنان العظيم، المليء بالحياة، اما ان نفرح او نحزن «زيادة عن اللزوم» ولا نجد تنفيساً لهذا الفرح او الحزن الا باطلاق الرصاص في الهواء، وليس مهما من تصيب «الرصاصة الطايشة»، هل يمكن ان تثكل ام او ترمل امرأة او تيتم اطفالاً او تقتل بطلاً؟ ليس كل ذلك مهماً ما دمنا قد اقفلنا الباب باحكام على ضمائرنا، حتى الانفجار الزلزال لم يحرك تلك الضمائر المختبئة من الحقيقة، امس اطلقوا الرصاص الطائش في تشييع حزناً على من استشهد في الانفجار ففجر البعض رأس احد اللاعبين وسبقه اشكالان في الشمال والجنوب ذهب ضحيتهما ثلاثة شبان.

ألم نشبع من الدم الكثير الذي سال على ارض بيروت وطال كل المناطق والمذاهب رغم محاولات «تطييفه»، لماذا نفجّر غضبنا او حزننا بالرصاص فالدمعة والبسمة اكبر تعبير عما يعترينا من مشاعر، ام ان العنف الذي ولدنا وترعرعنا في اجوائه قتل الدمعة والبسمة فينا، وولد داخلنا غضب مكبوت لا تقوى الفرحة او المصيبة على لجمه فيتبعثر رصاصاً طائشاً حاصداً مزيداً من الابرياء؟

ما هذا النزيف لشبابنا فاما يقتلون بانفجار او رصاصة طائشة او حادث سير مروع بسبب السرعة الزائدة، والآن شكل اضافي للموت هو جائحة كورونا التي تحصد الشباب قبل المسنين في بلادي، حيث لا شعب مسؤول ولا دولة تفرض القانون بالقوة، فيترك مطلق الرصاص لأنه محزون، ويتغاضى عن المخالف لارتداء الكمامة «لأن نفسه ضيق» وتخفى الحقائق حول مسببي الانفجار، في كل مرة يتملص الجرم من ذنبه، الم يحن الوقت لننتفض على واقعنا ونصحّي ضمائرنا النائمة، لبنان يتجه ليكون دولة الموت الى الابد بعد ان كان دولة الحياة، ان طائر الفينيق لن يستفيق هذه المرة لأننا نحن الفينيقيين قتلناه عدة مرات حتى بات قيامه صعباً.

أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!