بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

16 تموز 2020 12:00ص زينة الحياة الدنيا!!

حجم الخط
على جناح الريح حملتها معي إلى العمل.. في مسعى للتعرّف بوجهها الطفولي وروحها الملائكية.. إلى موقع عملي وآليته والكد الذي أُعانية.. وضرورة الهدوء الذي أنشده كلّما فرضت أحوال البلد.. التمترس في المنزل وتوجيه ياطر السفينة الإخبارية.. من خلف «Home Laptop»..

ولكن لم تأتِ رياح طفلتي بما تشتهيه سفن آمالي.. بل راحت تمرح مع هذه الزميلة وتضحك لذاك الزميل.. تخبر هذا عن مآثرها وتغني لتلك ما حفظته في المدرسة.. تقدّم ما حملته معها من الحلوى لكل من التقته.. تُجيب على كل الأسئلة دون خجل أو ضعف في شخصها.. روح من المرح أرختها على جو العمل الكئيب.. والأخبار التي لا تبشر إلا بالشؤم واللؤم وسوء الأحوال.. اللهم إلا من نبرة صوتها العالية التي لم تميز بين موقع عمل أو منزل..

وإذا ما أزف موعد الرحيل.. حتى جالت على كل المكاتب.. التي اعتبرتها Classes كغرف الدراسة في مدرستها.. مُلقية السلام ومودّعة الزملاء فرداً فرداً.. مُعربة لهم عن فرحها بالتعرّف إليهم.. وكأنّها شابة عشرينية التقت بزملاء مهنة إثر فراق.. فما كان منهم زُرَافات ووحداناً إلا أنْ ودّعوها بالفرح والتعبير عن الاشتياق.. مثلما كان لقاؤهم بها تعبيراً عن إعجاب بجمال الطلّة أولاً.. ومن ثم - ولله الحمد – بالأخلاق والتربية وطيب المعشر..

إنّها وشقيقتها نعمة أحمد الله عليها صبح ومساء.. وأناجيه مدّي بالصحة والرضا.. لأتمكن من إيصالهما إلى بر الأمان.. بتوفيقه وتيسيره لأموري على دربه القويم.. ومَنْ قال بأنّ التربية أمرٌ سهل.. بل إنّ تشكيل الطين والنقش في الحجر.. أسهل بكثير من تربية روح بريئة.. في مجاهل وصعوبات دنيا الألف الثالث.. وصدق رب الكون العظيم متى قال: «المال والبنون زينة الحياة الدنيا»..


أخبار ذات صلة