هو الموت الوحيد الذي يتمكن من قهر الانسان، يُسقط كل مقومات الغطرسة عند إقدامه، ولكن المتغطرس في لبنان أي الظالم والفاسد يعتبر أنه أبدي، من باب التوريث السياسي والاقتصادي وحتى الشعبي.
فالشعب ملك الزعيم وبالتالي هو حكماً الوالد للإبن، حتى اولئك الزعماء الذين يسمون انفسهم تقدميين واشتراكيين وسياديين.
في التسمية الاخيرة هم على حق هم سياديون على العبيد الذين يكررون انتخابهم،هم سياديون في الاستيلاء على وهم الحرية والعدالة هم في الحقيقة فاسدون اكثر من اي مجرم يرتكب جريمة ويعترف بها، فهذا سينال عقابه ولكن هؤلاء مضللو الرأي العام والاستعباديون في مما رساتهم وشعاراتهم من يحاسبهم وكيف يكفِّرون عن ذنوب يقترفونها كل يوم بتمويل الفساد ثم ارتداء قناع البراءة .
الا ان للموت رغم قهره لا سيما لفقير طوق نجاة من جهنم لبنان، فمن تمسك بطوق الهجرة و«نفد بجلده» هو الناجي من حتمية الموت البطيء او الموت الفجأة الذي اصبح موضة الايام، الا ان الموت البطيء بسبب مرض سرطاني، هو موت ليس من فعل الله بل البشر وخصوصا من يتحكم بموارده التي اشبعها تلوثا،هو الموت الاصعب هو يقضي على الصحة بشكل تام ويمتص كل مكامن الفرح ليزرع مكانها كتلا مؤلمة ويأتي بعدها وزير صحة ومسؤلون صحيون وماليون ليقطعوا عنه المسكّن ويتركوه لقدره يموت، لانهم وزراء ومسؤولو دفن الموتى وليسوا مسؤولي صحة فلا يستغرب احد ان يتحول لبنان في القريب العاجل الى مقبرة جماعية ليس بسبب الحرب بل بسبب سرطان الزعامة والوزارة والنيابة التي ستفرز انتخاباتها المقبلة سرطانات قديمة وسرطانات معدلة وراثياً».