اليوم يوم عيد... وهو نُسُك متبوع بفرضٍ من فروض الإسلام الخمسة «حج البيت لمَنْ استطاع إليه سبيلا». نعم نقول كل عام وأنتم بخير وفي ظروف سعيدة على مستوى الوطن وحياة الإنسان اللبناني الذي ما عاد يُعامَل بإنسانية من الحُكّام والأزلام وتكالب الأزمات والكذب على المواطن ودخول جائحة كورونا الثانية مع وصول الوافدين التي زادت الإصابات في ظرف دقيق لعدم توافر الدواء والكهرباء والأوكسجين والمازوت في المستشفيات. يا رب فرّج كُربة شعبنا وأدخلنا في حِفظك.. بعد أنْ أصبح كل شيء مفقوداً.. والموجود ليس للمواطن قِدرة على أنْ يشتريه ليقوّت نفسه به.. نحن فعلاً نعيش المأساة؟!
الأطفال لن يفرحوا في هذا العيد السنة بملابس جديدة.. ولا بعيديات الأهل ولا بالذهاب إلى مدن الملاهي.. الشعب اللبناني من شيبه إلى أطفاله أصبحوا أيتاماً بالحرمان.. ولم يعد المتوفّر في اليد يفي بحاجة ربع يوم للطعام.. إذاً نحن نعيش المأساة.. ربّي ارفعها عنّا وأمّن لبنان كلما ذكرك الذاكرون وحمدك الحامدون.
أوضاعنا السياسية الموضوعة في الثلاجة لا تُبشّر إلا بالخراب.. وكأنّ القابضين على أرواح الناس أصبحوا بوماً ناعقة لا هم لهم إلا الخراب.. لأنّهم يرفضون الإنقاذ للتمترس في مواقعهم.. حتى أنّهم خلعوا ورقة التوت عن عقولهم وبدأوا التفكير للعمل على الوتر الطائفي ومَنْ يهجّرون من الوطن أولاً وثانياً وثالثاً.. ليصبح الوطن ساحة تسود فيها شريعة الغاب لمصلحة طرف ثالث من خارج الحدود.في لبنان 16 طائفة كانت تعيش في وئام.. وربما هذه التعدّدية جعلت من لبنان واحة الشرق الأوسط ومصرفه ومستشفاه ومدرسته وجامعته.. تعلّم الجميع الحضارة والوئام من لبنان.. لكن الجميع بات يلعب بلبنان ويدوس في الخفاء على لبنان مع موجة التطبيع مع إسرائيل.. بلاء لبنان والعالم.
هل سقطت العِزّة اللبنانية؟ هل سقطت الشهامة العربية؟ هل سقطت أعراف أدياننا وتشعّباتها المثالية والعدالية حتى ساهم الجميع بإسقاط الوطن؟
ربّي سألتك بأسمائك الحُسنى أنْ تؤلّف القلوب وأنْ تُغيث الملهوف وأنْ تُشبِع الجائع الذي ينام على الطِوى وتُشفي المريض حتى لا يحتاج إلى الدواء.. ولا يسعني إلا القول: «لا حول ولا قوة إلا بالله» ربّي احفظ لبنان بحفظك يا أرحم الراحمين؟!