فتحت ابنة الـ12 عاماً الباب للتتفاجأ بطفلتين الاولى من عمرها والثانية تبلغ حوالي الثماني سنوات، بادرت الكبيرة بالقول هل نجد عندك شيئاً من الطعام نحن لا نريد مالاً بل فقط الطعام لأن إخوتي جائعون ونحن جائعتان ايضاً ، نادت الفتاة والدتها لمساعدة الطفلتين، ذهلت المرأة وهي ترى اطفالاً بعمر اولادها يتوسلون الطعام، اعطتهم حاجتهم وبعد ان ذهبتا ندمت لأنها تركتهما تذهبان والوقت اصبح يقترب من المغيب،وسألتها ابنتها لماذا تتسولان الطعام هل هما يتيمتان؟ خرجت الى الشرفة بسرعة وجدتهما في الشارع نادتهما لتعودا اليها، وسألتهما هل انتما يتيمتان ؟اجابتا لا لكن ابي كان يعمل في النجارة ولدينا 6 إخوة ولا نملك المال حتى امي لا تعلم اننا نتسول الطعام ولكن كيف نترك إخوتي جياعاً؟
طلبت المرأة من زوجها ان يرافقا الفتاتين الى منزلهما لتتطلع على احوال العائلة عن كثب، وتعجبت عندما وصلت الى المنزل الذي يقع في اطراف الضواحي وسأت الفتاتين:كيف قطعتما كل هذه المسافة ؟ وعندما نزلت لتدخل المنزل وجدت ان لا انارة عندهم حتى ولا شمعة سألت الجيران عن احوال العائلة فاخبروها ان الجميع يتعطف عليهم ولكنهم عائلة كبيرة تحتاج الكثير لأن الاب عاطل عن العمل، اتصلت المرأة بجمعية واعطتهم التفاصيل حول العائلة حيث اخبروها في الجمعية انهم يبحثون عن هذه العائلة تحديداً بعد ان سمعوا عن هاتين الطفلتين من عدة اشخاص وشكروها لأنها عرفت العنوان وابلغتهم وتعهدوا بأن يؤمنوا لهم ما يحتاجون حتى تنفرج الاحوال.
هي احدى العائلات المستورة في لبنان التي قضى فساد الزعماء على مستقبلها ،ماذا يعني ان تترك الطفلة كتبها لتبحث عن قوت عائلتها اين هي المسؤولية ؟كيف يموت اللبناني من الجوع والتجهيل؟ ام انها سياسة تجويع وتجهيل ليستمر الفاسدون في القبض على رقابنا لقرون اخرى ؟ ربما هذا هو المطلوب في الازمة التي نعيشها ،عاش لبنان منارة الشرق!