فجأة، وبعد جنون الناس اثر هستيريا الدولار مدعوما بموجة شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، هب المسؤولون لايجاد الحلول وكأنهم كانوا على عدم اطلاع حول ما يجري في البلد، وفجأة سيضخ المصرف المركزي الدولار في السوق للجم ارتفاعه، فهل اصبح الدولار متوفراً؟ ام ان اقطاب السلطة سيستردون اموالهم التي نهبوبها من الخارج «ما عاذ الله»؟ ام ان صورة الفورة الشعبية التي عمت كافة المناطق دون استثناء نبهت هؤلاء ان البساط بدأ ينسحب من تحت ارجلهم وان الكراسي البراقة لن تبعد عنهم سيف الجائع؟ ما دامت هذه السلطة بكافة مكوناتها الطائفية تعلم ان الشعب وصل الى مرحلة اللاعودة عن ثورة في وجه طغيانهم، أليس حرياً بهم ان يستردوا فعلاً ما سرقوه ويوظفوه اقله في معالجة الوضع المتدهور؟
المضحك المبكي في الموضوع ان ملفات الفساد التي تتصدر الاخبار، لا نرى اي موقوف مسؤول او غير مسؤول فيها، كل واحد يرمي التهمة بالفساد على الآخر، وعندما يطالب الشعب بالمحاسبة يتكاتفون ويدافعون عن بعضهم البعض من رأس الهرم الى اسفله، فان المس ببعض الاشخاص خط احمر لأن طائفته تقف في المرصاد، او لأن بعض الزعماء من الوزن الثقيل يتضرر في حال تمّ المس بهم لأنهم من يديرون سرقاتهم لمقدرات البلد.
ولكن لا يمكن ان يخفى على احد خوف هؤلاء من سيف الشعب الجائع، ولذلك يحاولون الالتفاف على اي تحرك بريء، والا ما معنى ان تتبنى فئة طرح شعار في التحرك تعلم علم اليقين انه سيتسبب بشرخ في صفوف الناس؟ وما معنى ان يتم التعرض لرمز ديني والجميع يعلم الأثر المترتب على ذلك؟ انهم يوظفون عملاءهم ومحطات تلفزتهم في ضرب وحدة الجائعين ليبقوا هم آمنين من سيف الجوع ذاك، ولكن سيأتي اليوم الذي سيقطع هذا السيف رقاب من يتسببون بجوع حامله.