من يمر بشارع الحمراء، يحاول بدون شك إخفاء (ذكرياته الوردية) وصدى السنين الحاكي، وإذا ما استعاد المواطن العادي، أو رواد المقاهي وبخاصة مقاهي «الكافيه تريتوار» (مقهى الهورس شو) أو «مقهى حمراوي» للأخوين دبغي.
هنا يتذكر الزوّار والسيّاح العرب والأجانب، النجمة «بريجيت باردو» عاشقة القطط والرأفة بـ«حيوانات» الشارع الباريسي يوم زارت الشارع في مطالع ستينات القرن الماضي بحراسة مشددة من قبل الجنرال عادل عبد الحليم قائد شرطة السياحة، وسجلت «ب.ب» في سجل التشريفات بحضور الاخوين هاشم وخالد عيتاني: «انه شارع الأناقة».
واليوم، اختفت هذه (الصور والمعالم) وضرب (مرض البكتيريا) زوايا المحلات الحمراوية وأقفلت المقاهي بالتسلسل(..) بعيداً عن المراسيم الجوالة (...) وأغلقت معظم المحلات التجارية أبوابها الحديدية وبات المارة يشعرون بالخجل والقرف، من تاريخ (شارع تجاري) رئيسي في قاع المدينة ذاب تراثه الأثري، ونجوم الفن والأدب والشعر والموسيقى تفرقوا وانفخت «الدف» و..«الطبل». وعادت بهم (ذكريات مقاهي) الآباء والأجداد (مقهى الحاج داوود) والبحرين..
وكذلك، مقهى «الدبيبو» للأخوين (دبيبو)، والغلاييني، ويقال بأنه قد بيع بـ250 مليون ليرة مع شوية فراطة(...) للأخوين ضاهر.
قبل الأزمة (التجارية الحمراوية) كنا نقرأ على واجهات معظم المحلات «مطلوب سكرتيرة» ومطلوب سكرتيرات تجيد الفرنسية والانكليزية ومطلوب سكرتيرة ذات خبرة عالية..
واليوم، تقرأ وتقرع اجراس الخطر وافلاس هذه المحلات: «حسم 70٪ بداعي السفر، حسم 80٪ مع «هدية»، أشتري «3 قمصان» مع كرافات هدية، مقفل المحل بسبب التصليحات، محلاتنا برسم البيع أو الاستثمار؟!