بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

26 نيسان 2022 12:04ص شعب بانتظار الرحيل؟!

حجم الخط
هل نحن نعيش في زمن الفواجع المتلاحقة؟..
هل نحن شعب كان مُحبّاً للحياة.. فأصبحنا شعباً يعيش في زمن النكبات والويلات؟
رُحماك يا الله... لقد «فلت ملق» الأمان المجتمعي وأضحينا في الحضيض.. سرقات للمنازل في وضح النهار.. سرقات للأرواح.. سرقات للقمة العيش التي لم تعد متوفّرة حتى في الشهر المبارك التي تقوّت الصائمين..
نحن نعيش حسب روزنامة ناهبي المال العام والملهاة التي يمثّلها أعوانهم في الحياة العامّة يومياً.. اليوم أزمة خبز وغداً أزمة بنزين ومن ثم أزمة في ارتفاع سعر الدولار وانعكاسها على ارتفاع أسعار السلع.. ومن أزمة يومية إلى أزمة يعيش المواطن مأزوماً بين العتمة وانقطاع الماء والكهرباء.. ولا أدري إذا كانوا سيحجبون عن الشعب الهواء ولو كان مُترباً؟
الفواجع تتوالى.. وفاجعة غرق «زورق الموت» في المياه الإقليمية لعاصمة الشمال اللبناني طرابلس.. فجّرت الغضب.. بعد أنْ غرق فيه طرابلسيون أبرياء، عائلات وأفراد أرادوا الهروب من جحيم الجوع والفقر إلى فضاء أوسع يوفّر لهم كسرة من الخبز وأماناً اجتماعياً.. لكن الأمان توفّر بالموت أو بالجراح للناجين.. أي حياة هذه التي وصلنا إليها؟
فاجعة زورق الموت فتحت العديد من الملفات.. وهذه الملفات لن تُقفل بعد اليوم.. وعادت الاعتصامات لتدك أحلام القادة الفاشلين في وطن الحلم والأمان.. صحيح أنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أعلن الحداد على ضحايا القارب ومفقوديه وجرحاه.. لكن ماذا يفعل الحِداد في مواجهة هذا الموت الجماعي؟
الدولة جاهزة لتنظيم الانتخابات ووجدت المال المُقتَطَع من أموال المودعين لإجرائها.. لكنها لم تنظّم وجود الدواء والغذاء حسب الأسعار العالمية.
من فاجعة غرق زورق الموت.. إلى زورق الموت الحياتي.. جمعينا يُعاني من الموت المعيشي.. تُرى هل يحس أحد بإحساس الناس؟
الحرامية النهّابون للمال العام في برزخ والشعب اللبناني في برزخ آخر.. الصورة مُعتمة جداً ولا نعرف هل سيكون الوطن زورق الموت الحقيقي في ظل هكذا طغمة حاكمة.. اقتلعت الأمل وجعلت الشعب يقف طوابير بانتظار الرحيل الأخير؟!


أخبار ذات صلة