بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

18 شباط 2022 12:00ص شكراً يا مزوق!!

حجم الخط
أغرب ما يمكن أنْ نعايشه في يومياتنا هو قلّة الذوق.. بل أكثر إنّه اختلال في الموازين لناحية الإسفاف وانعدام الأخلاق تحت راية «العصرنة والتمدّن» لكنه الجهل وهذا من جهة.. أمّا من جهة أخرى فإنّ ما يؤسف له أن ترى رجل الأمن يخرق النظام.. أو المسؤول عن الرعية ينتهكهم.. وفي لبنان أبلغ صورة ومعنى..

وبما أنّني مللتُ من شرذمات الحكّام والسياسيين والمصرفيين والتجّار ولصوصياتهم.. فإنّني لن أٌقاربهم بل سأسرد مشهديتين حوّلتا صباح يوم الأربعاء الماضي إلى مشهدين مُقزّزين.. أوّلهما رجل على أبواب السبعين من العمر.. له من الجثة ما يخترق الجدران بضخامته.. وله من الكرش ما يتسّع سبعاً من الأطفال التوائم.. وإذ به على كورنيش بيروت ما بين عين المريسة والمنارة.. وتحديداً مقابل «عمود الجامعة» يتنقّل بلباس بحر «Slip».. ظانّاً بأنّه عارض أزياء أو صاحب قدٍّ ممشوق.. أو «لم يستح ففعل ما يشاء»..

أما المشهدية الأخرى.. فتبعتْ سابقتها بدقائق قليلة حين غادرتُ الكورنيش.. مُتّجهاً إلى أحد المخابر على تقاطع مار الياس - كورنيش المزرعة.. مقابل «ثكنة الحلو».. وإذ بالدركي يرفض أنْ أركن أمام المحل على اعتبار أنّ الوقوف هناك ممنوع.. وإنْ كان معه قليل من الحق بأنْ أركن خارج المكان الذي يُسمح الركون فيه.. إلا أنّ عذره كان أقبح من ذنب.. حيث بادرني شارحاً أنّني سأتسبّب بزحام سير لمَنْ يُريدون الإلتفاف U turn.. عندها ابتسمت وأجبته بما أفحمه: مش عيب يا وطن تكون إنتَ اللي عم تسمح بمخالفة السير.. مش شايف اليافطة هالكبر كبرها «ممنوع الإلتفاف»..

عندها تلعثم وما استطاع الرد.. بل قال محتدّاً: «خلص تفضّل شيلا من هون».. فأجبته وبكل أريحيّة: «ليك يا وطن أنا صحافي.. وأمتلك ترخيصاً رسمياً يسمح لي بالركون أينما أريد.. ومتى أريد على ألا أزعج السير أو أزعج سواي.. وعلى الرغم من أنّه معك القليل من الحق إلا أنّني لن أُذعن لك».. فرمقني بنظرة «الله لا يفرجيكم».. وقال: «شكرا يا مزوق».. فأجبته: «بعضُ ما عندكم».. 

ولكن لم أركن بل غادرت دون أنْ أدخل المحل أو أشتري.. متأسّفاً على صغار نصّبوهم «عسكر بالواسطة».. لا يفقهون من النظام شيئاً!!

 


أخبار ذات صلة