مع بداية الشهر الفضيل ثمة ظاهرة بدأت تتكاثر بشكل مضطرد في انحاء المدينة ومن المؤكد خارجها.
صناديق من المواد الغذائية تنزل من السيّارات لتدخل منازل الناس المكتومي الصوت الصارخي الالم من ضنك الوضع الاقتصادي الذي يزداد تدهوراً يوماً بعد يوم بحيث بات الغذاء أولوية تسبق أي أولوية أخرى في السلم.
ظاهرة إيجابية بالمطلق، فالمجتمع الذي أيقن بغياب المسؤول عن إدارة شـؤونه راح يحك جلده بظفره.
نوع من أنواع التكافل الاجتماعي الذي أوجده الشهر الفضيل ويلبي حاجة ليس قبلها أخرى.
قد يقول قائل انها الانتخابات هي السبب في ذلك.
لا يهمنا ما هو السبب، بل العمل بحد ذاته، فالناس في حاجة قصوى لسد الرمق بعد ان فرض عليها من هم مسؤولون عن تأمين أودهم مع عيالهم حالة فقر مدقع لم تسبقها أية حالة مشابهة حتى أثناء الحروب التي عرفناها الصغيرة منها والكبيرة.
حالة تفرض علينا تحية كل من يمد يد الخير في شهر الخير والبركة إلى كل محتاج.
حالة تدل على ان هذا المجتمع على الرغم من كل الشوائب التي زرعت في ثناياه ما زال مجتمعاً خيِّراً وقادراً على إدارة نفسه بنفسه عندما تدعو الحاجة ... وقد دعت.
بوركت الأيدي الخيِّرة.
وبورك من يطرق الابواب الصامتة التي تعضّ على جراحها وتأنف من مد اليد.