بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

2 آذار 2018 12:22ص صوت على بياض!

حجم الخط
يعيش لبنان الرسمي حماوة الإنتخابات النيابية المقبلة التي يجعل منها - كعادته - قضية مصيرية تتعلق بالطوائف والزعامات، وقد تهدد صيغة العيش المشترك في هذا الوطن الصغير! لكن ماذا عن لبنان الشعبي؟ ماذا عن المواطنين والناس العاديين الذين يقفون مشدوهين كأنهم يتفرجون على سيرك كبير، فيما يشعر معظهم بأن لا ناقة لهم ولا جمل، في كل ما يحصل من حولهم؟! غياب البرامج عن المعركة الانتخابية يلقي بظلال الشك على الجميع. حتى الوعود الانتخابية التي تلامس الواقع أو شبه الواقع - إذا صح التعبير - ليست موجودة أيضاً، كي يتعلق الناخبون بأهدابها. 
علام ننتخب؟ ماذا فعل لنا السابقون كي نستبشر خيرا باللاحقين؟ أليست الوجوه هي نفسها؟ والكلام واحد بين الأمس واليوم وغداً؟ هل ستغيّر النتيجة، سواء فاز فيها هذا الطرف أو ذاك، من واقعنا المرّ ومن أحوالنا المعيشية الصعبة؟ هل سيُعيد البرلمان المقبل الظافر بأصواتنا المخنوقة، أولادنا المغتربين قسراً إلى أحضاننا مرة ثانية؟ يسأل اللبنانيون بعضهم بلا توقف وبجرأة كبيرة، حين يكون «الحكي ع المكشوف» في جلسات وطنية بامتياز، يعبّرون فيها عن الوطن الحقيقي كما هو، بلا زيادة أو نقصان، مبرّأً من لوثة الطائفية ومن هوس السلطة وعماها. 
يعرف اللبناني جيدا أن أضاليل كثيرة تُستخدم كالحبوب المخدرة هنا وهناك، لتأبيد الواقع اللامعقول، لم تعد تنطلي عليه أبداً. صار منتبهاً للحفرة التي تعترض طريقه، مهما سعت الطبقة السياسية القائمة، لتكبيرها وتوسيطها في قلب حياته ومعاناته. هي تريد صوته اليوم على بياض، بعدما زجّته في حروب نفسية كبرى، وضربت عليه حصاراً ماديّاً ومعنوياً، جعله يدور في فلك الطائفية، شاء ذلك أم أبى. 
ربما يعطي اللبناني صوته اليوم، لكن ليس من دون تردد، على أمل أن يسترده في الغد القريب.

أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!