بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

25 شباط 2021 12:10ص طفلة تبحث عن الأمل!!

حجم الخط
أمّا وقد حطّت حربي مع «الموت القائم من الشرق» أوزارها.. وعبرت «القطوع» بأقل خسائر ممكنة.. فلا تداعيات أكثر من سلبية تُذكر.. ولا تأثيرات صحيّة هدّت الأجساد وأنهكتها.. اللهم إلا من بعض التعب والضنى.. فإنّ التداعيات النفسية أرخت بظلالها على الصغير قبل الكبير بين جدران «مملكتي الصغيرة» الأربع..
فقد جمعت «شلّة» من دُمَاها القطنية والبلاستيكية على «فنجان قهوة».. مُجالسة معهن شقيقتها ذات السنتين على شرفة المنزل.. وراحت تحادثهن عمّا حمله إلينا تفشّي الوباء من انهيارات نفسية.. أثمرت ثورات وانتفاضات وبراكين تفجّرت رفضاً للسجن الذي قارب الأسابيع الثلاثة..
وبعد التحية والـ»أهلاً وسهلاً» سألتهن عن أحوالهن بعدما انتهت هذه من مُصابها.. وتلك من عدوى ابنتها.. والثالثة من إصابة زوجها.. والرابعة من عدوى أُمّها.. حتى بلغت شقيقتها فسألتها: «كيفو بيّك انشالله صار منيح.. وما أثّرت فيه «كورونا» كتير؟!».. ودون أنْ تترك لها أي مجال للرد.. سارعت إلى قول: «والله أنا ما بقدر أحكيلكم.. يعني أنا تعبت كتير.. إمي وأبويي وستّي وحتى إختي الزغيري كلهن «كورنو».. حرارة وسعلة وبردية ووجع بكل جسمون.. حتى بطّلوا ياكلوا لأنْ ما عم يشموا أو يستطعموا.. يا على قلبي تعبوا كبير»..
لم أخرق عليها «نسونتها».. أو سعيها لتكبر قبل أوانها «الله يحميها».. بل تركتها «تعيش الحالة».. رغم أنّ «نونة الصغيرة» كانت تنظر إليَّ.. وأنا الواقف على مقربة من الشرفة أسترق السمع.. وإذ بالصغيرة ترسل إليَّ الابتسامة تلو الأخرى.. لأُصدم بالجملة التالية ردّدتها طفلتي الكبرى: «ولاد الحرام  بالصيدلية بدّون يبيعوا حبّة الدوا لباب بـ25 ألف والعلبة فيها 6 حبّات حقّها 8000.. لوين رايحين منّي عارفة؟!»..
صدمني وعي إبنتي ذات السنوات الخمس لحالنا المزري والمأسوف عليه.. صدمني التخلّف الذي يعيشه وطني وقد اصطدمت به يوميات طفلة تبحث عن الأمل الأجمل!!

أخبار ذات صلة