يبادر الشاب بسؤال صديقه هل المعلومات صحيحة عن رفع سعر بطاقة الخليوي المسبقة الدفع؟ يرد الصديق سمعت بشيئ كهذا لذلك قمت بتشريج الهاتف لمدة سنة كاملة.
ينتفض الشاب ويقول بحدة: الا يتعلم هؤلاء أن من شأن ذلك ان يشعل ثورة جديدة ؟ الم تندلع ثورة 17 تشرين بعد اقتراح الرسم على «الواتس آب»؟ الا الاتصالات هي خط احمر لجميع اللبنانيين.
نعم محق هذا الشاب بالتوصيف الدقيق لسطحية الشعب اللبناني، الشعب الذي انتفض قبل سنتين من اجل رسم بسيط ترك الشارع وانفض عن ثورته بعد التراجع عن القرار ، لكن الرسوم الباهظة التي يدفعها كل يوم على اقل متطلبات حياته حتى كاد «يشحذ اللقمة» لم تحركه ، لا رسم اشتراك الكهرباء الذي تجاوز المليوني ليرة ولا صفيحة البنزين التي قاربة 350 ألفاً ولا الدواء الذي اصبح ميسوراً للطبقة الميسورة ولا حتى الرغيف الذي تجاوز سعره الخمسة اضعاف، كل ذلك لم يحرك الشعب العظيم ولكن ما يحركه هو انقطاعه عن وسائل التواصل لأن كما يقولون «شاطر باللقلقة» و«لتنكيت».
لكن ما هو الأخطر أن مثقفي هذا البلد لم يستطيعوا أن يمحو آثار الجهل والتخلف من تفكير محيطهم، ولم يستخدموا هذه الوسائل التي ينبري الجهلاء للدفاع عنها خوفاً على «اللايكات والكومنت»، من اجل اصلاح عقول أدمنت السخافة وتغاضت عن جوعها البولوجي لأجل اتخام عقولها بسخافات العالم الافتراضي.
أمنية وحيدة يجب أن يتمناه كل ضنين بمستقبل هذا الشعب هو إما أن ينقطع الانترنت كلياً ليفيق هؤلاء من سباتهم ويدافعوا عن حقوقهم كمواطنين وإما أن يرفعوا اسعار الاتصالات لعلها تكون شرارة ثورة حقيقة على كل الوضع القائم.