بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

22 تشرين الثاني 2018 12:17ص عمّو الجيش!

حجم الخط
نهضت مع ساعات الصباح الباكر.. نشيطة كعادتها تأهّباً لليوم الموعود.. بل اليوم زاد فرط نشاطها.. لأنّها ستُتوّج براية موطنها.. المكلّلة بدماء الأبطال وأرز المجد وبياض الهامات المنصورة.. لتتوجّه إلى حيث ينتظرها «عمو الجيش»..
كانت منذ اليوم السابق تسأل: هل يحبّني «عمو الجيش»؟.. وماذا سيعطيني؟.. وهل سأصعد معه في الدبابة؟!.. وغيرها الكثير من الأسئلة التي تدخل في خانة «لزوم ما لا يلزم».. حتى قبل أنْ تستلسم لنومها العميق.. إثر نهار مليء النشاط سألت: «بكرا رايحة بالباص عند عمو الجيش؟»..
ودارت السيارة باتجاه المدرسة.. والنشاط يلازمها مردّدة نشيدنا الوطني «كلنا للوطن».. فرحة بما ترسمه مخيلتها من آمال ورؤى لم تعهدها من قبل.. لتبقى على هذه الحال حتى الوصول إلى ثكنة الجيش في خلدة.. وللأسف ما أنْ وطأت أرض الثكنة.. حتى «راحت كادشة الأرض».. فبكت من أعماق قلبها لأن يدها خُدشت خدشاً بسيطاً.. لكن خافت من أنْ يكون باقي المشوار على منوال أوّله..
وعلى الأثر ركض صوبها «عمو الجيش».. ورفعها عن الإسلفت بين ذراعيه مكفكفاً دمعها.. ومردّداً «الحلوين ما بيبكوا».. كما ساعد معلمتها في غسل خدوشها.. لتتأبط قرنفلة بيضاء وتقدّمها إلى «عمو الجيش».. الذي كان لها السند والعضد والحصن الحصين..
وانطلق اليوم العسكري ما بين توزيع الحلويات وغناء النشيد الوطني.. والصعود إلى ملالة من هنا.. ودبابة من هناك.. وريو من هنالك.. يرافقه جيب في موقع مغاير.. ثم قّدم إليها وإلى أصدقائها من أطفال الحضانة.. حماة الوطن وأسوده العصير والحلويات.. ليُختتم النهار العسكري.. بقُبل طُبِعَتْ على جباه سادة الوطن وأبطاله..
وما أنْ عادت إلى المنزل.. حتى مضت تحكي وتروي وتتحدث.. تارة عن يدها وطوراً عن بسالة «عمو الجيش» الذي أنقذها.. وتارة أخرى عمّا رأته وعاينته وعايشته.. وكل استقلال ووطننا بألف خير!!
  


أخبار ذات صلة