بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

23 كانون الأول 2021 12:00ص «عملة نادرة»

حجم الخط
في زمن كُلُّ شيءٍ مُباح.. حتى الموت أصبح أرخص وأسهل وأكثر وفرة.. لكن لحظة الفرح غدت سليبة مسروقة.. ومَنْ يُضبط في هذا الزمان العربي الأغبر فَرِحَاً.. أو بدت على مُحيّاه أيٌّ من معالم الفرح أو السعادة.. أو أقلّه تباشير الرضا.. «بيكون راحت عليه» لأنّ مصيراً أسود سيلحق به.. إذ في أبسط الأمور سيتم نفيه إلى «أرض الأفراح» بعيداً عنّا نحن «شياطين الهم والغم والنكد»..

ولله الحمدله شاءت الأقدار أنْ أضبط أحدهم.. أو بالأصح سلّمني نفسه «تسليم اليد».. مُعترفاً بأنّ «قلبي دق» وبأنّ الطيور تزقزق في عز كانون.. وبأنّه من بغداد إلى بيروت أُبلغك يا صديقي: «لا أرى دماراً، ولا خراباً، ولا موتاً، ولا فقراً.. بل الدنيا ربيع والجو بديع.. وماذا أُبلغك بعد!!»..

للمرّة الأولى يكوني جوابي على اتصال الصديق العزيز: «الحمد لله».. فهو دائم «النق والتكشير والاعتراض».. لكنّها المرّة الأولى التي يهاتفني ليبلغني أنّ ذات العيون السود.. والشعر المسدول والابتسامة العريضة.. رمقته بسهم من لحظها فهوى في بحر من الأنغام تحمله أجنحة اليمام..

أخبرني كيف أنّها ما فارقت خياله منذ التقاها أوّل مرّة في أحد الأماكن العامة.. وكيف أنّه وبمحض الصدفة أو علّها لم تكن كذلك عادا إلى اللقاء «من بعيد لبعيد».. والعيون ترسل أعمق الكلمات التي عجزت الشفاه عن التلفظ بها..

بل استمر يُخبرني كيف أنّها - حتماً - اختلقت الأعذار مِراراً لزيارة المستشفى حيث يعمل.. وهو كان يتسبّب بالأسباب حتى يتقرّب منها.. ولم تكد الكلمات تتلفّظ بأي أحرف حتى كانت الآه تستبق الصوت.. وتُبلغ الأنا بـ»وأخيراً قالها».. واتفقا على البدء برسم خُطا ومشاريع على أمل استمرار الوصال.. وبناء قصر من أمل يتكلّل بالحُب والسعادة.. في عصر كلّه صفقات ودروب جحيم.. أما كلمات الحُب فـ»عملة نادرة»..






أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!