بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

3 كانون الأول 2020 12:00ص غابة وأبناء ضلال!

حجم الخط
مع صبيحة هذا اليوم.. نكون قد بدأنا يوماً رابعاً.. من أيّام ما بعد الإقفال «الخرطي».. وإذ بحوادث السير تُسجّل معدلاً ضخماً.. حيث نقرأ هنا وهناك لاسيما عبر حسابات «غرفة التحكم المروري».. عن حوادث سير وصطدام.. ضحايا وجرحى ووفيات وأضرار.. وما إلى هنالك..

أما إذا نزلنا عملانياً على أرض الواقع فإننا حتماً.. سنشعر كمَْن يلهو في «لعبة السيارات» بـ«مدينة الملاهي».. الكل يضرب بالكل ولا أحد سينجو.. لأن لا قانون سير في هذه اللعبة.. بل هي شريعة غاب والغلبة فيها للصادم الأول.. ورغم أنّ «لعبة السيارات» لا أضرار فيها ولا ضحايا.. إلا أنّ الواقع مغاير جداً..

زحمة سير مهولة.. وسائقو السيارات «عربشوا على بعض».. فيما الدرّاجات النارية «فمشاوي والشباب».. هذا يأخذ مرآة سيارتك في طريقه.. وذاك توشك أنْ تدهسه تحت العجلات.. وذلك يرميك بشتيمة وحده الله يدري بها.. لأنّك لم تُفسح له المجال ليمر.. أمّا الأنكى من هذا كلّه فهو «السوبرماركت المتنقل» على تقاطعات الطرقات.. شو ما بدّك في «مياه، محارم، أدوات زينة السيارات، معطّرات، ألعاب، CDs، ومؤخّراً دخل البسكويت ليزاحم العلكة».. وتكاد تقل صغيرهم قبل كبيرهم.. سليمهم قبل عاجزهم..  

وتأتي الأمطار لتكون «شريك مخالف».. فتهطل ويرتفع توازياً Adrenaline «الشوفيريه».. وتبدأ حرب المزاحمات.. وتتوالى الشتائم مصحوبة بتحميل الرب المسؤولية عن كل ما يحل بهم.. أو هناك مَنْ يحمّل الدولة المسؤولية.. وهي (الدولة) أصلاً Dead Man Walking.. فكيف بها لتحمل مسؤولية شعب لامسؤول.. لا في أيام الحجر حُجِر.. ولا في أيام الإقفال أقفل فاهه.. أقلّه عن سُحُب النراجيل في الأوكار.. أو ستر الناس من بثِّ سمومه بكمّامة.. 

بل أصبحنا «عصفورية لا حارس لها».. أو «نظارة فرَّ سجناؤها».. ويوم غفلت عين «الوطن» عن الوطن.. زرع «حرّاس الهيكل» خضوعاً.. فحصدنا غابة و»أبناء ضلال»..


أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!