«وفي عز الكلام سكت الكلام.. وآتاريني ماسك الهوا بإيدايا».. هذا المقتطف من أغنية العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.. كان أوّل ما تبادر إلى «بنات أفكاري».. حينما وصلني خبر إعادة الجيش فتح الطرقات.. لنعود إلى أيام «الدنيا ربيع والجو بديع».. فلا دولار متل يذلنا بحرب الأسعار.. ولا المصارف تحرق يومياتنا بالذل على أبوابها.. ولا «كورونا» يختطف كبارنا وصغارنا.. ولا نحيا فقراً وقهراً وجوعاً وحرماناً..
وبالآخر يستيقظ من سُباته العميق ليقول: «مستمر في عملية الإصلاح التي أتيت من أجلها».. مؤكداً أنّ عهده نجح بكل المقاييس.. فاقتربت إبن السبعين من شاشة التلفاز.. وبعدما رمته بوابل من العبارات النابية التي ما عهتها تردّدها.. قالت: «قال نجح قال.. فرجيني وين نجحت.. جوع وجعنا، فقر وفقّرتونا.. سرقة وسمسرات سرقتونا وأولهم صهرك.. وبعدك عم تحكيني بالليسترين»..
على إيقاع ثورتها على الوالي المستيقظ من «غفوته المديدة».. توالت الضحكات بين الحضور.. حتى استفزها أحدهم وقال: «ليه غيرانة منو.. أحسن منك هو رئيس وإنتِ شو.. أكتر من الطبخة على النار ما بتعرفي تعملي».. وكأنّ «طاقة جهنم (التي يسعى لأخدنا إليه) قد فُتحت بوجه الشاب.. حتى راحت تقصف بما أوتيت من عبارات.. التي ما فهم الحضور منها إلا تمتمات «خزعبلية».. حتى تختم حديثها بـ: «الله يصطفل باللي كان السبب».. ليتفشّى عصف كلماتها دماراً في الأوداج.. وارتفاع معدلات الأدرينالين بالجسد.. وتسارع قرع الخفّاق في الصدر..
وبين تفجيرات «العجوز» الكوميدية.. وضياع الأمل بانتفاضة تُعيد إلى البلد ملامح التغيير.. وبين ما يُشاع عن «انتفاضة السبت المقبل».. أو التسريبات التي تشي بتغيير سياسي – دبلوماسي عربي – غربي يحمل عهداً قد يُعيد إلى لبنان صورته.. بقيت غصة في القلب!!