رقم غريب أرسل عبر تطبيق «واتساب» على هاتفي الجوّال «رسالة».. لفتتني قبل قراءتها الصورة التي تميّز الرقم ضمن الـStatus.. وهي شعار الأطباء لكنّه ممهور بطابع ممنوع .. فاستفذتني وسارعت للاطلاع عليها.. وإذ بها من «المركز الفلاني» موجّهاً رسالة إلى المدعو «مصطفى محمد خليل».. يُبلغه بأنّ نتيجة فحص PCR الذي أجراه.. كشفت عن «نتيجة إيجابية» بما يعني أنّه «مُصاب بفيروس كورونا» المجتاح العالم..
فسارعتُ لإشعار المركز عبر رسالة صوتية بأنّني لستُ المعني.. بل سبق وأُصبت مع أسرتي في شهر شباط الماضي.. وحجرنا أنفسنا وتلقيتنا الرعاية وبعد أشهر جرعتي لقاح «فايزر».. أي أنّ هناك حتماً خطأ بالرقم المُسجّل لدى المركز.. مُطالباً إياهم بضرورة المسارعة إلى التوصّل للشخص المعني منعاً لأنّ يكون «بؤرة تفشٍّ».. ولم يمض أكثر من 24 ساعة.. حتى تلقيتُ رسالة صوتية من أحد المراكز الصحية البلدية في إحدى القرى الجنوبية.. «وللأمانة تاه عن بالي إسم البلدة».. يسألني عمّا إذا كنتُ الشخص المذكور أعلاه.. فكان ردّي نفسه ما ذكرته سابقاً.. مُناشداً الإسراع في الوصول إلى «المُصاب الفار من وجه الوباء»..
لتمر 24 ساعة أخرى.. وما هو إلا رقم غريب يتّصل.. كشف تطبيق TrueCaller أنّ مصدره «وزارة الصحة».. فأجبتُ علَّ هناك مكروهاً ما.. فكانت شابة تسأل عن «مصطفى محمد خليل».. فأبلغتها بـ»السيرة من طقطق للسلام عليكم».. فاعتذرتْ عن الإزعاج.. مؤكدة أنّها ستوصل مناشدتي إلى المعنيين.. ومع تأكيد ضرورة استحصال المركز على أرقام مَنْ يجرون فحوصات لديه بدقة أكبر.. لأنّه ما بيدهم أي حيلة إلا انتظار أنْ يسأل «صاحب النتيجة الإيجابية» عن فحوصاته..
وخلال كتابتي لهذه العُجالة تلقيتُ أيضاً رسالة نصية من المنصّة الإلكترونية التابعة لوزارة الصحة والخاصة بالجائحة Impact.. تؤكد أنّه «في مواجهة كورونا.. خطوات فردية «بتعمل فرق كبير».. في حال الفحص الإيجابي لكورونا الرجاء التقيّد بالعزل ومراقبة صحتك مع الطبيب.. كما يُطلب تحديد ومتابعة المخالطين المقربين للحد من النتشار العدوى».. وهو ما يشي بأنّ هناك الكثير من الفارّين أو المتهرّبين ولم يكشفوا عن إصاباتهم.. والله يسترنا من الأعظم!!