بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

20 تموز 2018 12:18ص فازت فرنسا.. لكن مهلاً!

حجم الخط
فرنسا فازت بكأس العالم. لكن مهلا، أيّ فرنسا؟ قد يقول قائل أن فرنسا هي فرنسا من دون أي تفاصيل أخرى. لكن مهلاً ثانية، فثمّة نقطة أساسية تقف عندها جملةُ الانتصار الفرنسي الباهر في روسيا، وهي نقطة «المهاجرين» من أصول عربية وأفريقية، تُتهم الدولة الفرنسية من قبل كل جمعيات حقوق الإنسان حول العالم، بإساءة معاملتهم في الضواحي والتمييز المستمر ضدّهم. 
من زيدان الجزائري (٩٨) إلى بوغبا الغيني وعثمان ديمبلي الموريتاني (٢٠١٨) ذاقَ الفرنسيون طعم الفوز بالمونديال مرتين، وخسروا مباراة واحدة على الذّهب أمام إيطاليا في ٢٠٠٦ بركلات الحظ، بعدما قدّم رفاق زيدان مباراة ممتازة فنيّاً وبدنياً. 
يعني هذا، أن هؤلاء «الفرنسيين الجدد» قد افتتحوا عصر الانتصارات الفرنسي على مصراعيه، متجاوزين بذلك، كل الإرث الاستعماري البغيض الذي رزح أجدادُهم وآباؤهم تحتَه زمناً طويلاً. 
وبالتالي، فإنّ هذا الانتصار ليس فرنسياً محضاً، يرجِعْ فقط إلى اللون الأزرق السماوي، بل يتعدّى فرنسا القومية وحُلمها اليميني المتطرّف، أي أنّه انتصار لكل ما هو هامشي أو مُستبعد أو مضطهد تحت عنوان فرنسا الكبير. 
قوّة المهاجرين، سواء العرب المسلمون أو الأفارقة، هي قوة إضافية بنكهات متعدّدة، جعلت الديك الفرنسي يصيح بأعلى من صوته التقليدي. 
صحيح أن فرنسا هي من كسبَتْ في نهاية الأمر، ولكن بحسابات أخرى تماماً، أوسع بكثير من حسابات الدولة القومية العلمانية الضيّقة. 
نجح ذلك حتى الآن في كرة القدم على أحسن وجه، ولاقى استحسان العالم أجمع، ما يعني ضرورة انسحابه على ميادين جديدة في السياسة والاجتماع والاقتصاد، والخروج بالتالي، من خوارزميّات الهويّة الصافية إلى رحاب التعددية بكامل أبعادها، وإنهاء الانقسام الحادّ بين مواطنين ومهاجرين مشكوك بولائهم رغم جلْبهم للكأس الأغلى في حضارة الغرب!   

أخبار ذات صلة