بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

11 كانون الثاني 2019 12:01ص فساد الذوق اللبنانيّ!

حجم الخط
لا يخفى على أحد، لا القاصي ولا الدّاني، حجم المشكلات التي يرزح تحتها لبنان، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. فـ«الطابق مكشوف» كما يُقال بالدارج؛ والعواصف على أنواعها، الطبيعية منها وغير الطبيعية، تملأ كلّ أفق! قد يكون صحيحاً جداً أن نقول اليوم، أنّ اللبنانيّ عموماً يشعر بالخوف على غدِه، وعدمِ الأمان إزاء أوضاعه المعيشية المتدهوره، وأنّه بات يخشى على نفسه وعائلته الفقرَ والعوز، أو الموت على أبواب المستشفيات. كل ذلك صار معروفاً ومُعلناً عنه؛ حيث يُمعن الإعلام اللبناني المرئي في العزف على أوتاره الشّاذة، لأسباب وغايات جُلّها للأسف تجاريّة. 
لكن وسط هذا المشهد العاصف باستمرار، ألتفتُ إلى ظاهرةٍ ما فتئت تتكوّن، ويتّسع مداها شيئاً فشيئاً، على وقع الأداء السياسي المُعيب والمُخزي للطبقة إيّاها؛ أعني بها: فساد الذوق اللبنانيّ العام! 
وهي دعوى ليس بها حاجة إلى أيّ توضيح. يكفي أن نجيل النظر من حولنا، وفي كل مكان قد نتواجد فيه، سواء في الشارع - وما أدراك ما الشارع! - أو في المؤسسات العامّة أو الخاصّة، أو حتىّ في المدارس والبيوت. المشهد واحد، والشخص يكاد يكون واحداً: لبنانيٌّ، متقلّب المزاج، سريع الغضب والانفعال، سوداويّ الأفكار، متشكّكٌ بنفسه وبمن حوله، شديد التّعصب تجاه الآخرين، لسانُه سابقٌ لعقله على الدوام، لا يتوقف عن التّذمر وإبداء الشكوى من كل شيء، والأسوأ من هذا كلّه، احساسٌ عارمٌ بانقطاع كلّ أملٍ بالخلاص! 
اللبناني اليوم لا يبتَسم بوجه لبنانيّ آخر. بل على العكس، ثمّة محفّزات كثيرة داخلهما، لافتعال مشكلة، أو إساءة استعمال نفوذ، أو التنازع حتى الموت، ولو لسبب تافه! 
من المسؤول من بين المسؤولين؟ هل من يسأل أساساً؟ وإذا صودف أن سأل أحدهم، فمن يريد التغيير؟!

أخبار ذات صلة