نادته من فرط هَلَعِهَا: أسرع واسمع ما تبثّه المحطات الفضائية.. لقد عبر الأعراب حدود البحر والبر والجو.. ونزل الكوماندوس العربي على شواطئ حيفا ونهر الأردن.. وعبر المُشاة رفح جنوباً ووطأوا طبريا شمالاً.. وقصفت أسلحة الجو تل أبيب والكنيست.. وتحوّل تاريخ النكسة إلى عيد وقيام وطن..
أيقظها من نومها.. إياكي والهذيان فلا أعراب ولا أغراب.. للقدس رب يحميها.. ومن قلبي سلام إلى تلك البقاع.. من قلبي ألف تحيّة إلى بوابة الزمان.. وبداية الإنسان وخاتمة الأكوان.. من قلبي سلام إلى مسرى الأمين ومعراجه.. إلى مسقط المسيح وجلجلته..
سلام إلى طفلة أبت الموت إلا شهيدة.. وشاب آثر الارتقاء إلا بطلاً.. وحجر تدثّر بأنامل ثائر.. ودماء زكيةّ أُهرقت على أرض طهور وطأها خير الأنام.. على إيقاع ليلة خير من ألف شهر.. ليلة تنزّل الملائكة والروح فيها.. وألف سلام هي حتى مطلع الفجر.. فهل يطلع فجر الانتصار على صهيون وكلابه المنتشرين؟!.. أم سيبقون في أرضنا يعيثون فساداً وقتلاً وتدميراً..
«وين العرب؟!.. وين الملايين؟!».. أين المئذنة والصليب؟!.. أين القرآن والإنجيل؟!.. أين العربان وبنو عدنان؟!.. أين الأخوّة والنصرة والاستنصار؟!.. أين أنتم وإخوتكم في الدين والدنيا.. تغتصب أعمارهم رصاصات الغدر.. وتنتهك أيامهم خنازير «الشتيرن والفلاشا».. فتحيل نهارات قلقاً وتوتراً ولياليهم رعباً وهلعاً.. فيكبر الصغير والحجر في يديد دونه الألعاب.. ويرحل الكبير ومفتاح داره إرث يتوارثه الأبناء والأحفاد..
فلسطين يا الله تنزف دماً وقلوب بنيها تقطر ألماً.. وعيونهم لا ترى إلا ملائكة الرحمن تستنصر وتنتصر.. وجنان الرحمة تشرّع أبوابها لاستقبال جماعات وبالعشرات.. ليؤنسوا ليالي الجنان في رحاب الرحمن..