بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

13 آذار 2020 12:05ص ما بعد الكورونا!

حجم الخط
ما يشهدُه العالم اليوم على يد «كورونا المستجدّ»، سوف تكون له تداعيات كبيرة جداً على مستقبل البشرية؛ ليس الموت مهما بلغت حصيلته حتى الآن، سوى واحدة منها؛ لن تحتل على ما يبدو من تقارير الخبراء في مجال الطب ومكافحة الفيروسات، المراكز الأولى على لائحة التحوّلات المرتقبة على غير صعيد. 

صحيح أن انتشار كورونا العائد من سباته بقوة أكبر هذه المرة، قد جعل العالم قرية واحدة مُسقِطا الحدود بين الدول والحواجز بين الحضارات: قرية برسم الخوف الواحد إذا صح التعبير. إلا أنّ ما كشف عنه هذا المرض المعدي الذي ستتم السيطرة عليه في نهاية المطاف، يتجاوز ذلك إلى ما هو أكثر تأثيراً - ربما - في حياة الأجيال المقبلة. 

فقد استطاع أن يكشف من خلال الهلع الذي بثّه في عموم العالم وفي قلوب الناس من كل الجنسيات، عبر إجبارهم على ملازمة البيوت وتعطيل الأعمال والأسواق بشكل غير مسبوق، عن انتهاء صلاحية مؤسسات تاريخية كنا حتى هذه اللحظة نظن أنها لا تزال صالحة بعد لوقت طويل، وبات واضحاً لدينا الآن أنها قد استنفدت كل إمكاناتها، ولم تعد قادرة بما هي عليه من شكل حالي يمتح من الماضوية، وبما تحمله من إرث ثقيل فوق كاهلها، على مجاراة حياتنا المعاصرة التي ستزداد سرعة في مواجهة تحديات خطيرة وكوارث طبيعية وبشرية بعناوين جديدة تماماً. 

على رأس هذه المؤسسات التي نومئ إليها في حديثنا المؤسسات التربوية عامة أي المدرسة التقليدية والجامعة الأكاديمية. وليس اللجوء اليوم إلى التعليم «عن بُعد» الذي فرض نفسه على الكرة الأرضية في زمن الكورونا إلا اعترافاً خافتاً حتى الآن بنهاية حقبة إنسانية طويلة من التربية والتعليم، سوف يتحول غداً إلى إعلان عالمي صريح. منذ مدّة وأنا أشعر بالضيق الذي يُسببه التعليم الحالي للمعلمين والمتعلمين على حد سواء. ولما جاء كورونا رغم مصائبه الكثيرة أيقنت بالنهاية!


أخبار ذات صلة