الصور التي تنقلها شاشات التلفزة عمّا يجري في أوكرانيا تبعث عن مشاعر عدّة، أولاً تفتح الذاكرة لمن عاش حربنا على مآسٍ ودمار لا يُمكن نسيانهما، وعلى وضع انساني من حيث النزوح والتهجير ضمن سلسلة من المعاناة التي تسببها الحرب.
لكنه المجتمع البشري منذ قاييل وهابيل مروراً بالمجتمعات التي حملت في التاريخ على امتداده، حقبات متواصلة كانت الحروب فيها هي العلاقة البارزة المستمرة.
وكأن عدائية قاييل أورثت لبني البشر قاطبة، توارثتها أجيال وأجيال بأشكال مختلفة لكنها جميعها تتسم بقاتل ومقتول بغض النـظر عن الأسباب والدوافع التي غالباً ما تكون مبنية على نواحٍ اقتصادية وجغرافية.
وهكذا نرى قايين الدائم ما زال مستمراً بيننا يخرج شيطان الشر من داخله لينشر الدم مذكراً به.
وتقف المجموعات البشرية مندددة بالحرب ومعلنة مواقفها ضدها، ثم نرى ان مجتمعات هذه المجموعات عينها لم تقصر في مجال الحروب وسفك الدم.
التعاليم السماوية جميعها تحرم الحروب والقتل، لكن إرث قايين يبقى راسخاً داخل النفس البشرية حتى يحين ميعاد فنائها الذي يقف قايين نفسه كمسبب لهذا الفناء.
هل يأتي يوم وتستطيع الإنسانية فيه نزع هذه العدائية؟
هل يتوقف سفك الدماء على سطح هذا الكوكب؟
أم أن قايين سيرافقنا إلى يوم الحشر؟..