هي ليست سوى ساعات قلائل.. قد تزيد عن أصابع اليد الواحدة بالقليل من الدقائق المعدودات.. لكنّها انقضت دهوراً طِوَال.. مرّت وكأنّ عقارب الساعة لا تريد أن تنتقل من برهة إلى أخرى.. بل غدت محمّلة بمخاوف من الآتي المجهول.. وهل سيحمل الخير أم الشر؟!.. وهل ستكون «الإيجابية» سلبية عليَّ؟!.. أو ستكون «السلبية» فيها كل الإيجابية.. بعبور خطوط العدو الخاطف للأرواح.. والكاسر للأجنحة.. و«الهادم للذات»..
طلب الطبيب الفحص فسارعتُ إلى مركز أثق به.. وبالفعل أجريت الـPCR لكأنّ العوارض تتأرجحني.. أأُصبت رغم كل احتياطاتي؟!.. وهل حلَّ بِيَ الوباء اللعين؟!.. وأنا يوم تلو آخر أرفع من متاريس حصانتي.. فأسد فجوة إصابة هذا وأرأب صدع نزوله بذاك.. الزملاء يتهاوون واحدهم تلو الآخر.. وماذا عَسَايَ أفعل أكثر وأنا أكرّر يومياً.. عبر وسيلتي الإعلامية «التوبيخ» تلو «التوبيخ».. لهذا المستهتر وذاك المتفلّت وذلك اللامسؤول؟!
قال معاليه يوماً: «لا داعي للهلع».. ولكن الهلع نزل على «الخفّاق في الصدر».. لأنّ بين جدران داري «كبيرة القيمة والمقام.. أمي».. التي حملتني «وهناً على وهن».. فهل أكون سبباً لأنقل إليها ما يلوّث طعم أيامها.. وهي التي أمّنتني على حياتها؟!.. ورمت مراسي مراكبها في بحور أيامي قائلة: «فداك عمري يا ماما»..
وكانت اللحظة الموعودة.. ووصلت الرسالة المشؤومة على هاتفي.. «الإيجابية» أحالت ليلي سلبياً.. وأشعلت نيران خوفي وهلعي.. والحمد لله على ما قدّم وما أخّر.. فهو قدر ومكتوب!!