بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

30 تشرين الثاني 2017 12:05ص قطعتيلي نسلي!!!

حجم الخط
من نومه نهض «صاحبنا» عطشاناً.. وقد جفّت مآقي الروح طالبة النجاة.. ليتفاجأ بالعتمة وقد غمرت المنزل بأكمله.. فتيار الكهرباء صعقته عاصفة هوجاء.. فسقط عليلاً حتى انقطعت أنفاسه وأضواؤه.. فيما الرعود تدوي.. وومضات الصواعق تلمع.. وأعمدة الهواء العاصف تتخابط بجنبات الشرفة.. المتدثّرة بستارة هُزِمَتْ رغم شبابها أمام هول كوابيس الزمن..
هرع «صاحبنا» مسرعاً صوب الضوء النقّال ليشعله.. خوفاً من ألا تصحو طفلته فزعة من العتمة.. وأصوات «الخبط والضرب» وصفير الهواء المتباكي.. واطمأن إلى أنّها «تأكل الأرز مع الملائكة».. و»تغطّ في سبات عميق».. بل توزّع الابتسامات لأبطال أحلامها الهائمة مع عالم الخير..
وعاد ليروي ظمأه من المطبخ المُعتِم إلا من نورٍ خافت.. يتسرّب من خلف جدران البيت المترامية.. حيث بياض الحيطان يكعس النور وخيالاته.. وإذ بأصوات «دعسات» تتهادى خلفه.. وهمهمات شيء ما يزحف على مهل.. ونقر مُخيف كضرب جسد متأوّه بأجسام صلبة..
بل الطامة الكبرى كانت عندما تبدّى له ظل شبح طويل تمتد أمتاره.. على مسافات الدار من أقصاها إلى أقصاها.. رأسه شعثاء منكوشة الشعر.. وهيأته تُرعِب «الغفيان في حضن أمّه».. فكيف والعتمة تلف بالمنزل..
ودون أنْ يكمل جرعات الماء.. رمى «صاحبنا» الكوب.. واستدار مردّداً كل ما حفظه من آيات قرآنية.. علّها تسعفه بطرد المخلوق الغريب.. الذي استغل الظلام فاستوطن عوالم الرعب.. وانقض على صحوته..
لكن بادره الشبح المخيف قائلاً: «بابا.. أنا بدّي Pipi».. ومن فرط تفاجئه.. ورفضاً للخوف الذي سيطر على يقظته قبل غفوته.. أطلق «قهقهات» أغلب الظن أيقظت الجيران.. حتى لكأنّها غطّت على أصوات الرعد والبرق.. فحضنها «عبوطة كبيرة».. «وإجت الكهربا».. فردّد: «تكرمي يا بابا؟.. بس قطعتيلي نسلي!!!»..

أخبار ذات صلة