بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

31 تشرين الأول 2020 12:00ص قليل من المحبة

حجم الخط
«ويل لأمة كثرت فيها طوائفها وقلّ فيها الدين» هكذا وصف جبران خليل جبران حالة الامة التي تكثر فيها الطوائف، فويل لها من قلة الدين لأن الدين لا يمكن ان يكون على مقياس الطوائف، فالرسالات السماوية انما انزلت رحمة للناس تدعو الى المحبة وتنبذ التعصب، وان كنا نحن في لبنان عانينا الامرين من كثرة الطوائف وقلة التدين الصحيح، لا يمكن ان نرى ما يحدث في فرنسا الا من وجهة نظر الخائف الى ما يمكن ان تصل اليه الامور.

ما معنى ان تنشر صحيفة رسوم كاريكاتورية لنبي الرحمة وتستفز مشاعر ملايين المسلمين في العالم؟ هل يمكن ان يكون الامر بريئاً ومجرد حرية تعبير كما قال الرئيس الفرنسي؟ لا الأمر ليس بريئاً على الاطلاق ولا يتعلق ابداً بحرية التعبير، ألا يقولون ان حرية الفرد تقف عند حدود حرية الآخرين ؟ فلماذا لم تقف حرية اولئك عند حرية ملايين المسلمين؟.

نقول الامر ليس بريئاً لأنه سبق ان وقعت امور مشابهة وادت الى ردود فعل سلبية جداً، اذ ان من يقف وراء الرسوم هو على يقين ان ما يحدث الان كان هدفه الاول، هو الاصبع الصهيوني في كل مؤامرة تهدف الى ضرب التعايش الاسلامي المسيحي؟ والا لماذا كانت ردة الفعل عنيفة وطالت من لا ذنب لهم بالسخرية من الرسول الاكرم؟  أليست ردة الفعل من اولئك الذين يمولون الارهاب والتطرف؟ لماذا يبرر الرئيس الفرنسي ان الموضوع هو حرية تعبير؟ كيف له ان يضع الشعب الفرنسي تحت تهديد امني ارهابي كما يضع الاف المسلمين في فرنسا في خندق «الصفة الارهابية».

قادة العالم يرسمون الخطط لضرب الشعوب ببعضها وراسمو الكاريكاتور المخزي جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة الفاسدة التي تدير الحروب والبغض في كل العالم، رسومكم قد تضرم نار البغض لكن القليل من المحبة يمكن ان يطفئها.


أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!