تطل وجوه السياسيين من على شاشات التلفزة على اللبنانيين خالية وبعيدة عمّا يُعرف بـ الـ«كاريزما» وهي حسن وقع الوجه والسمات على عقل وبصر الناظر، وغالباً ما تكون ردة الفعل لدى الناظر إلى هذه الوجوه فيها الكثير من النفور وبعض الخوف.
والأمر لا يتعلق بنسبة الوسامة وجمال الصوت بل التوجس مما يُمكن لهذا السياسي أن يقول.
فهم لا يحملون الا اخبار الشؤم والتأزم مما يضيف إلى حالة الضيق ضيقاً وإلى نسبة الخوف خوفاً.
بات اللبناني يتمتع بحاسة شم غير عادية فهو قادر على التقاط رائحة الكذب رغم الابتسامة الخلابة.
وأيضاً بحاسة رؤية خارقة فيرى ما يجري تحت الطاولات أكثر مما يجري فوقها.
جسم سياسي بات الرياء عنواناً له،والعناد صفة أساسية من صفاته وحبال متينة وغليظة تربطه بأماكن بعيدة خارج حدود الوطن.
هو الوضع الفعلي..
ولتذهب الـ«كاريزما» إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم، هل ننصح جماعة السياسة بالذهاب إلى عيادات أطباء التجميل.. لعل وعسى ولكن (الماشطة لا تستطيع فعل شيء مع الوجه القبيح) كما يقول المثل «فالقصة ليست قصة ملامح وعيون وأنف.. وإنما هي قصة تاريخ ورصيد تراكم... ويتراكم..».