بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

7 آذار 2019 12:00ص كل العُمر!!

حجم الخط
يحكى يا سادة يا كرام.. أنّه في سالف العصر والأوان.. كانت هناك روح غمرت صدر مغامر مجازف.. يركب الصعاب ويتحدى الأهوال.. في سبيل تحقيق طموحه وآماله.. وكيف إذا كان هذا الطموح لا تحدّه سماء ولا يقف في وجهه سد منيع.. خاصة أنّه يرتبط بروحين صغيرتين.. أولاهما بالكاد تتلفظ بكليماتها.. والثانية لم تدرك من ضوء الحياة إلا وهجه..
أمس الأول.. ولجت روح هذا المغامر عشرتها الرابعة.. وخطا أولى خطوات الكهول.. متأبطاً ذراع هذه وحاضناً تلك.. فرحاً بطائره الغرِّيد ومغتبطاً بعصفور جنانه الوردي.. أطفأوا سوية الشمعات.. وردّدوا Happy Birthday to Daddy.. وقطعوا جميعهم قالب الحلوى.. مرتلين أمنيات قلبية تحفظهم.. وتطلب من الرب القدير أنْ يبعد عنهم الضيم وذل السؤال..
هي دقائل قلائل كانت من أجمل.. بل أجمل دقائق العمر.. حين احتضن الاثنتين إلى صدره.. فرحاً بهما لأنهما عيده.. فلا العمر تحدّه أيام وسنوات.. ولا العيد يُقاس بتوزيع الأفراح.. بالعمر والفرح هو ابتساماتهما الموزعة حين اللقاء.. ودمعات الكبرى منهما حين الوداع إلى المدرسة أو العمل.. وقهقهات الضحك المجبول بالصراخ حين اللعب والصخب.. وخطوات الهرب السريعة حين يعدو خلفها.. مؤنّباً وصارخاً لذنب اقترفته بحق ذاتها قبل سواها..
تراه حين يتحدث عنهما تبرق في عينيه ومضات الفخر والاعتزاز.. وحين يروي حكاياهما تتراكض الابتسامات لتحل الواحدة تلو الأخرى على خطوط الوجنتين.. وإذا ما أصاب إحداهما عارض أو وخزة ألم.. أصغر من أصغر رأس إبرة.. ترى طعنة حسام بتّار تنزل على صدره تقطعه دون هوادة.. لأنهما «كل العمر».. 


أخبار ذات صلة