بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

14 شباط 2019 12:02ص كل عام وأنتِ الحياة

حجم الخط
سنوات مضت وكأنّها الأمس.. رحلة من العمر الجميل.. بكل ما فيها من أزمات وصعاب مضت.. على تلك «الفاتحة» المقروءة.. على سُنة الله جل وعلا ورسوله الأكرم.. 
في مثل هذا اليوم قلنا نعم سوياً.. وتبادلنا «محابس الخطوبة».. وشرعنا برحلة ألف ميل.. مطلقين أشرعتنا لرياح الحياة.. ترمي بها يميناً أو يساراً وكيفما تشاء.. على أمل الوصول إلى شط الأمان..
سنوات مضت وما زلنا في أوّل الدرب.. صباحنا عسل ونهارنا أمل وليلنا حب.. وبعدما كنّا جسدين في روح واحدة.. أصبحنا اليوم أربعة أجساد متناهية في روح واحدة.. 
عشقتها منذ سماع رنّة صوتها.. المبحوح عبر أثير السلام وحد الحسام.. وتواعدنا على أمل البقاء مهما حاولوا رمي العثرات في دربنا.. وواصلنا المسير ووحّدنا المصير.. وها نحن اليوم نقف على أعتاب عهد جديد.. بعدما انتقل «المحبس» من اليمنى إلى اليسرى.. وأشهدنا الله والعالم أجمع.. بأنّنا باقون ما أراد الرب القدير بقاءنا معاً..
وأهدتني أجمل زهرتين.. لوّنتا حياتي بعبير الطيب وأريج المسك.. فقلبتا الحياة من سوداويتها.. إلى بستان تزيّنه شتى ألوان الزهو والطيور.. وأنغام العشق وضحكات الملائكة الحور..
سنوات تمر والصعاب تزيد والمسؤولية تتّسع هوّتها.. لكن الحب يغرق في أعماق الروح.. ويتعمّق في مجاهل النفس.. ويتجذّر في أسس الجسد.. فيُحيل الهموم والشجون ضحكات نستخف بها مهما زادت.. فهو قرار اتخذناه وسنمضي به مهما كانت الظروف..
يسألونك عن الحب.. قل هو أنْ أفتح عيني.. فأرى نور عيني المهى يشع من المقلة السوداء.. فتومض على وجهي ابتسامة رضا..
يسألونك عن العشق.. قل هو أنْ أسمع اسمي يترتّل أنغاماً تتلوها شفتاها.. فتزرع في النفس كل استعداد لتلبية النداء..
ويسألونك عن الهوى.. قل هو: هي وهي وهي وستبقى هي ما حييت.. وحتى إلى ما بعد بعد الحياة.. وكل عام وأنتِ الحياة.. 


أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!