أما وقد أصبحنا على مشارف نهاية العام الدراسي.. فإنّ نيران الهوى اشتعلت في صف الروضة الثالثة.. مع بدء التلويح بالابتعاد لأشهر ثلاثة لا يرياها فيها.. وهما في الأصل لا يدريان بأنّها ستغادر المدرسة إلى أخرى.. وإلا لكانت النيران أشعلت المدرسة بمَنْ فيها..
ذهبتُ في تمام الواحدة ظهراً لأصطحبها من صفّها.. فإذ بالعاشق الولهان «وليد» يلوّح لها مُودّعاً ومُردّداً: «Bye Nouna»، لكن ما هو إلا «كفٌّ مُخمّس الأصابع» ينزل على وجهه الأبيض الصغير.. راسماً خمس إشارات حمراوات.. ملأن العينين رتلاً من الدموع..
وصاح محمود: «ما تقول Bye لـNouna.. بس أنا بقلّها Bye».. بُهِتَتْ المُعلّمة ونظرتْ إليَّ بصدمة واستغراب مُرتبكة ماذا تفعل.. فما كان من Nouna إلا أنْ اقتربت من وليد وقبّلته على خدّة المُصاب.. وقالت: «أنا بحبك يا وليد.. هيدا محمود naughty أنا ما بحبّو»..
وغادرنا المكان بعدما دخلنا في الصلحة و«بوّس» الشباب «وبر شوارب بعضهم».. والصدمة راكنة في البال والابتسامة على الوجه تستذكر المشهد.. إلى أنّ حلَّ المساء وتلقّتْ زوجتي من Miss زينب رسالات صوتية على الـWhatsApp تشرح مُعاناة أكثر من عاشق ولهان في الصف.. يرفضون الرقص في حفلة نهاية العام مع «الهيفاوات» الأخريات.. Nouna is the Chosen One.. وعلى رأي الأغنية الهابطة «كلّن بدّن دانا».. وفي حالنا أصبحت «كلّن بدّن Nouna»..
ويمر يوم تلو آخر.. وتتوالى التدريبات وتتوالى معها الإشكالات اليومية.. فكل «الشبيبة» يُصرّون على التدرّب مع Nouna.. والست Nouna ما بدها إلا أميرها وليد.. و«وليد عنتر زمانو.. مين قدّوا ست الحسن والدلال اختارته وحده».. ولو تدرون مما يتألّف هذا الوليد.. فما هو إلا «سنكوح صغير».. يزيد حجمه طولاً عن 50 سنتم بقليل.. وعرضه أكثر من شبر بقليل.. لكنّه القلب وما يهوى..