وأخيراً.. شمَّرت مؤسسة كهرباء لبنان عن ساعدَيْها وجهزت سكاكينها استعدادا للاحتفال بذبح شريحة كبيرة من اللبنانيين الذين يحتفلون عندما ترسل المؤسسة عيّنة من تيارها بين الحين والآخر بقصد تذكيرهم ان هناك ما يسمى كهرباء لبنان.
وبفضل عبقرية وزيرها الهمام رأت من الواجب عليها المساهمة في تحسين ايرادات الدولة المهترئة، فقررت ان تبدأ بارسال فواتيرها الى المنازل التي تعاني الأمرَّين من شظف العيش الذي فرضته عليها السلطة البلهاء الهوجاء في أحسن وصف.
الظريف بالامر والمضحك المبكي في آن أن قيمة هذه الفواتير بالملايين وكأن البحبوحة تعم البلاد والازدهار يطمر العباد.
وأكثر ظرافة ان ذلك يحصل مع الاعتماد كلياً على اشتراكات المولدات التي باتت (مافيا) شرعية تمارس نشاطها في سلخ جلود الناس وتتآمر مع مؤسسة كهرباء لبنان على منع وصول الغذاء الى منازل عباد الله بانتظار (سبحان من حلَّلك للذبح).
لا أعرف على أي أساس افترض عباقرة التخطيط في مؤسسة كهرباء لبنان ان جيوب المواطنين لديها هذه الملايين التي تطلبها دون وجه حق، ويدَّعون ان ما يتوجب دفعه لكهرباء لبنان هو نصف ما تدفعه الناس لاشتراكات المولدات.
لكن المضحك ان الاشراكات ما تزال تسلط سيفها على الجيوب فتأتي ملايين المؤسسة لتضيف هواء على الجيوب الفارغة، وغدا قد يستغربون عندما يصطدم الجباة برفض الناس دفع ما يطلبونه ظلماً وحيفاً ويعتبرون ذلك نوعاً من أنواع العصيان المدني، بينما هو في الواقع من قبيل:
(اذا أردت ان تطاع فسَلْ ما يُستطاع)..
ومن قبل الهبل والغباء ان يحصل ما تقوم به مؤسسة كهرباء لبنان والكل يعلم الحالة المتردية وان احتياجات الجهاز الهضمي هي الاولوية الآن في اهتمام كل من يأكل.