بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

12 آذار 2022 12:00ص لا شعب كشعب لبنان!

حجم الخط
لم تشهد حضارات او شعوب العالم على مر التاريخ القديم والجديد من يشبه الشعب اللبناني بتعاطيه السلبي مع ما يتعرض له من إبادة جماعية على يد نظام فاشل اثبت انه ابعد ما يكون عن وصفه بنظام سياسي، بل هو اشبه بانظمة متعددة الاشكال، فهو مثلاً لا يشبه النظام الديكتاتوري حيث الحريات مكبوتة بل هناك تجاوز في لبنان لمفهوم الحرية ونراه في حفلات الشتائم لكبار المسؤولين او اصغرهم بدون ان يتعرض اي منهم للملاحقة والتي إن حصلت لا تُستكمل لإعتبارات عدة ليس اقلها الطائفية.

وليس هو بالنظام الإشتركي الذي يفترض توزيعاً عادلاً للثروة حيث تتمركز الثروات في ايدي 1% من الشعب اللبناني وربما أقل فيما وصل عدد الذين تخطوا خط الفقر الى 85%.

وهو ليس نظاماً ديمقراطياً حراً يركز في تكوينه على الشفافية والمحاسبة لأن الفساد ينخر كل مفاصل الادارات، والاحتكار يضرب حتى الأمن الغذائي والدوائي وأبسط مقومات العيش المشترك.

هذا اللاتوصيف للنظام السياسي والذي يعرفه كافة اللبنانيين ويؤكدون فخرهم بانهم لبنانيون في النضال والمقاومة والحضارة، الا انهم يقفون عاجزين عن تغيير واقع او استئصال سرطان يكاد يقضي على الجسم اللبناني برمته، اي ان يقضي على البلد، ومن هنا السؤال المشروع ماذا بعد؟ اي ماذا ينتظر اللبنانيون بعد ان فقدوا الدواء والغذاء والكهرباء وحتى الماء ؟ هل ستحمل صناديق الاقتراع في حال اقترعوا للمنظومة نفسها مقومات الانقاذ لا سيما أن هذه المنظومة هي نفسها من اغرقت البلد، والاغرب وقاحتها في العودة لتمثيل الشعب في برلمان فُصِّل على قياس هذه المنظومة فقط وقانون انتخابي سيعيدها الى هذا البرلمان،نعم لا يشبه الشعب اللبناني شعباً على مرّ التاريخ يتجرع السم من يد قاتله وهو يبتسم ويشكره على قتله. 


أخبار ذات صلة