الحال لم يعد كما كان عليه، وأي جديد هو الجديد الأسوأ، فعيد الاضحى المبارك يهلُّ علينا اليوم بدون ان يأتي بالفرح، لأن العيد هو الفرح، فكيف سيجد الناس الفرح في بحثهم عن ربطة خبز مفقودة أو شرائهم حلويات العيد التي لن يستطيعوا هذا العام ابداً الحصول عليها؟ أم بشراء الملابس الجديدة التي لم يشتروها من سنتين ولن يشتروها على ما يبدو بعد إلى كافة اعيادهم؟.
ماذا يقول الأب لطفله الصغير عندما يطلب منه «العيدية» وهو لا يملك في جيبه ثمن رغيف، وعن اي عيدية نتحدث هل ستكفي المئة الف التي كانت بالامس القريب ثروة للطفل ، لن يتمكن اليوم من شراء سوى لوح «شوكولا» و«بونجوس» فيها؟
لن يعيّد في هذا العيد احد سوى اطفال الاثرياء والمغتربين،او السياسين المنافقين/ ولكن بالطبع هؤلاء سيعيّدون في موناكو او باريس او ايطاليا او حتى دبي ،لأنه لا ينقص اهلهم الفرش دولار الذي نهبوه من هذا الشعب وحرموا المودعين أن يعيّدوا اولادهم .
هذا عيد الاصحة بما يعنيه من تضحية، ولكن سلطات لبنان ضحت بشعب كامل على مذبح مصالحها الخاصة ، وما زالت تضحي وهذه الخراف اللبنانية التي تستعملها السلطة كأضاحٍ لا يسعها سوى «الثغاء» وهي مجرورة الى المذبح ليتمتع ابناء هذه السلطة بشوائها الدسم مما تركته لهم بالمصارف او في خزينة دولة قضوا على معظم مدخراتها ، فاستسلموا بما أنهم لا يعرفون سوى الثغاء.