بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

1 كانون الأول 2021 12:00ص لاجئ في بلدي

حجم الخط
ألبان وأجبان من جميع الأصناف وأغلى الأثمان، سلّة شوكولا من أفخر الأنواع، إضافة إلى أكياس الأرز والحبوب والبقوليات، هذه ليست سلة غذائية للموظّف اللبناني (أيام الزمن الجميل)، لكنّها عربة واحدة من ثلاث عربات تجرّها إحدى اللاجئات في بلادي.

مَنْ يقرأ قد يجد في كلامي حسداً، لكنّه قهر وعتب على حُكّامٍ جعلوني أتمنى أنْ أكون لاجئة في بلادي تقبض بالدولار الأميركي من «الأمم»، بعدما كُنتُ موظّفة قادرة على شراء ما يحلو لي دون حسبان، أو التفكير بمصروف الغد، ولا حتى بفاتورة الدواء والاستشفاء.

ليس وحده الفقير في بلدي ذاق مع هذه الأزمة التي تعصف بنا مرارة الحياة، لكن هناك طبقة من الموظّفين كانت تعيش «بحبوحة» نوعاً ما، جرّاء رواتبها التي كانت تكفي عائلاتهم وتفيض، ومع ارتفاع الدولار تبخّرت قيمة هذه الرواتب.

هذه الطبقة التي تُشكّل غالبية المجتمع اللبناني، تُحاول الدولة إيجاد حلول «ترقيعية» لها، إمّا عبر زيادة بدل النقل تارة، أو عبر إضافة نصف راتب تارة أخرى، دون الوصول إلى حلول جذرية لمعاناتهم.

كيف لي ألا أشعر بالقهر، وأنا أرى كيف الجاليات اللبنانية في إحدى دول الاغتراب تُسارع إلى تأمين مبلغ مالي لإحدى اللاجئات في لبنان لمساعدتها في علاج إبنتها، علماً بأنّ الأم تعمل كمساعدة منزل لسيدة مُسنّة طريحة الفراش، وتقبض راتباً يصل إلى 4 ملايين ليرة لبنانية شهرياً، ولا أجد جمعية أو مستوصفاً أو أي جهة أعلنت عن مساعدتها لأي مواطن لبناني بحاجة إلى دواء بعد غلاء أسعار الأدوية.

ليس عيباً أنْ تشعر بالغربة وأنتَ بعيداً عن بلدك، ولكن العيب أنْ تشعر بالغربة وأنتَ في بلدك، فمعظمنا غرباء في بلادنا، تتقاذفنا أمواج الحاجة، وتتلاعب بنا رياح صعوبة الحياة، ولا ندري أين المسير.






أخبار ذات صلة