بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

16 تشرين الثاني 2017 12:05ص لبَّت نداء الطبيعة.. صح!!

حجم الخط

بما أنّ العمر رحلة ورسالة.. تنقلها الأيادي وتحملها الأجيال.. وبما أنّ موازين السنوات حكايا.. تخبرها الألسن عبر أثير الأيام.. وبما أنّنا يوم كُنّا صغاراً.. ترعرعنا من لحم أكتاف أهالينا.. فها قد آن الأوان.. لتنمو أجيال تتغذّى من فلذات أكبادنا.. ويرسمون خطى أحلامهم فوق أشفار العيون..
بالأمس القريب البعيد.. كنّا نحبو والحفّاضات تستر عوراتنا.. فلا تقدير لعيب أو خطأ أو لغو.. واليوم نستعيد سيناريو الزمن.. ونراقب أطفالنا يترعرعون.. ويعيدون صور أخطائنا وهفواتنا الطفولية.. الأقرب إلى همسات الملائكة.. ورفرفات فراشات النور..
أيام قليلة خلت رنّ تطبيق الواتساب.. عبر خدمة الـVideo Call.. وبينما جسد البلد «اللبيس» على مختلف قياسات الأزمات.. يرتعش من استعار حرارة الوضع المهترئ.. ردَّ «صاحبنا» على اتصال زوجته المرئي.. فإذْ بطفلته التي أضاءت شمعة عامها الثاني منذ أيام.. تحادثه من المقلب الآخر.. وأي مقلب هو.. إنّه «دار راحة» غرفة نومها.. المعفّر بشتى الألوان الزهرية.. والمزركش باللون الأخضر.. والأسماك المتأرجحة مع الفراشات الهائمة..
وإذ بها تخبره بأنّها قد «لبّت نداء الطبيعة» بالشكل الصحيح.. وليس في «حفّوضتها» بل على كرسي الحمام.. وتريده أنْ يراها وهي تنفّذ مهمتها «العويصة».. و«تشد وتقد» حتى تنتهي العملية الاستراتيجية على خير ما يُرام.. 
فرحة ما بعدها فرحة.. وضحكة رجّت أرجاء مكتبه.. أطلقها «صاحبنا» مردّداً: «برافو يا بابا.. البنوتة الحلوة.. بتعمل (..) بالحفوضة.. حتى يحبّا بابا».. وصفّق لها مراراً وتكراراً..
وعلى وقع هذه الحكاية يمكننا أنْ نقيس.. ويمكننا أنْ نكرّر فصول الخبريات براءة الأطفال.. التي قد لا تعني القارئ.. لكنّها بالطبع ستترك موقعاً.. في قلب كل مَنْ سيطّلع عليها.. لأنّه إنْ لم يعشها اليوم.. أو عاشها بالأمس.. فبإذن الله سيعيشها يوماً ما...
 


أخبار ذات صلة