بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

17 آب 2018 12:02ص لبنان الحالي

حجم الخط
وسط الحروب المشتعلة في المنطقة والعالم، العسكرية منها والاقتصادية، أفكّر في مصطلح «القوّة» واستخداماته الكثيرة سواء في الأفعال مثل القصف والتدمير والاحتلال وفرض العقوبات على أنواعها أم في الأقوال مثل الخُطب والبيانات والتهديدات. وأفكر تحديداً في العبارات المتداولة التي تنبني على سطوة هذه الكلمة ومحورية دلالتها مثل أن: «الولايات المتحدة قوة عظمى» أو أن «لبنان بلد قوي» أو أن «المقاومة هي قوة لبنان». ماذا يمكننا أن نفهم من هذه العبارات؟ بعيداً عن الخوض في جدالات فكرية وسياسية، ليس هنا محلّها، سأفترض أن القوة بأبسط فهم لها، هي مجموع القدرة المادية والروحية التي تُمكّن صاحبها بحال استخدامها على نحو صحيح وكامل، إما من بلوغ هدفٍ مرسوم أو من الدفاع عن وضعيّة ما. وبالتالي، ليس من الصعب أن نفهم معنى القوة الأميركية في «حرب الدولار» التي يشنّها ترامب على كبريات الدول الصناعية، بغية إعادة تحقيق هيمنة اقتصادية وتجارية على العالم. فالهدف موجود، والقوة أيضاً حاضرة، من دون أن يعني ذلك أنها ستنتصر حتماً، بلا احتمال للهزيمة أو تكبّد خسائر عظيمة. 
بالمقابل، تحتاج عبارة: «لبنان قوي بالمقاومة» إلى تدقيق. فالمقاومة «قوة» دافعت عن وضعية ما؛ تحرير الأرض مثلاً أو ردع النوايا العدوانية. المعنى الأول للقوة إذا، جليّ ومتميّز. لكن القوة هي أيضاً، بالنسبة إلى الدولة التي تستخدمها أو تسمح بها، بلوغ أهداف محددة، مثل الاستقرار السياسي، الأمن المجتمعي، سيادة القانون ومِنْعة المؤسسات الدستورية ومناعتها، والنمو الاقتصادي وصولاً إلى الرخاء والبحبوحة. 
أياً من هذه الأهداف حقّق لبنان الحالي، وصار واجباً على «القوة» الموجودة حمايُتها؟ هنا يُطرح سؤال شريف: إذا كان واقعنا عكس ذلك، فأي قوّة نحتاج؟ ولأي حماية؟