يقولون «أهل مكّة أدرى بشعابها».. فكيف إذا كان كاتب هذه السطور ممَّنْ رافقوا هذه الشِعاب.. وعاصروا الدعم والمساعدة اللذين أُفرِدَا للبنان على مرِّ سنوات.. على أيدٍ من الخير والعطاء والإنسانية والمحبة والوئام..
فمنذ عهد الملك المؤسِّس عبد العزيز بن عبد الرحمن.. مروراً بعهد الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز «مليك الإنسانية».. الذي كان لي شرف أداء فريضة الحج بدعوة من «ديوانه الملكي».. ووصولاً حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.. وانطلاقاً من متابعتي للشأن الخليجي لسنوات مضت من خلال صفحة «لواء الخليج».. آمنتُ وتيقّنتُ من أنّ لبنان في قلب المملكة العربية السعودية.. بل لبنان والمملكة رفيقا نهضة وطن وقيامة أُمّة..
ولكن في زمننا الحالي الأسود.. زمن الوقوع في قعر جهنم.. والرايات الحاقدة من البرتقالي إلى الأصفر والأخضر.. وصولاً إلى الإرهاب الأسود على اختلاف أسلحته.. سواء من «7 أيار (مايو)» إلى «داعش» و»جبهة النصرة» وسواهما.. فإنّ أيدي المملكة – ورغم فضيحة رمان الكبتاغون من سوريا إلى لبنان فالسعودية.. ما زالت ممدودة بالخير والعطاء والمحبة والمساعدة.. شاء من شاء وأنكر من أنكر.. لأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «الخير فيي وفي أمتي إلى يوم يُبعثون».. وخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان خير مَنْ يجيد تطبيق هذا الحديث النبوي الشريف..
وقُبيل الختام.. تبّت أيدي وألسن كل مَنْ يتطاول على أي دولة عربية لم تمدّنا إلا بالخير.. فحربنا الأهلية.. رأبت صدعها في «الطائف».. وعدوان «عناقيد الغضب» ومن بعده «تموز / يوليو 2006».. أعادت المملكة في إثرهما إعمار قرى الجنوب ومحطات الكهرباء التي دُمِّرت.. وحتى اليوم «مملكة الخير» تشرّع أجنحة جسورها الطائرة عبر «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».. علَّ الشرف يقطر من أوجه مَنْ يأكلون من الصحن ويبصقون فيه..