بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

5 تموز 2018 12:24ص لم تمر قافلة العزيز!!

حجم الخط
ها هي 2018 تواصل رحلة نزفها في يوميات «صاحبنا».. وترسل إليه إشارات من هنا وصدمات من هناك.. علّها تختتم مشوار ساعاتها بالقضاء عليه.. لكنه كان وسيبقى لها بالمرصاد.. فكلّما هجمت عليه من ثغرة ما.. انتفض عليها وصدّها.. رامياً جثّتها على الحضيض.. ومتمكّناً من إيمانه بذاته بعد الله..
ولكن رغم سقوط أحلام «صاحبنا» في بئر يوسف.. دون أنْ تمر قافلة العزيز.. إلا أنّ الصفعة الكبرى التي تلقاها كانت ممَّنْ ظنّهم يوماً أحباباً وخلاناً.. فحتى لم يطلب منهم المساعدة أو الدعم.. بل هم بدأوا بالصد والابتعاد.. ولم يطمئنوا إلى أحواله في ظروفه السوداء.. في حين كان لهم السلوى والفرحة والنديم.. في أيام التعب والسهر والكد والوحدة والخوف من المجهول..
 حالة من الصدمة لا تزال تسيطر عليه.. والأوقح من الصد هو ادعاء عدم المعرفة.. ومتى سألوه «كيف أحوالك».. وأجابهم: «من الله منيح».. مستهزئاً: «شكراً على سؤالكم واطمئنانكم».. ردّوا: «ولو واجبنا.. نحن منضل نسأل ونطمن عنك».. 
أما الأنكى والأدهى فهو الكذب.. وبعد عدة أيام على مغادرة «صاحبنا» المستشفى.. إثر الوعكة الصحية التي ألمّت.. اتصلوا يسألونه مبدين مشاعر الحب والهيام.. ومُدّعين بأنّهم زاروه يوم مغادرته لكنهم لم يجدوه.. وإذا سأل عن توقيت الزيارة فذكروا زماناً كان لا يزال في غرفته.. فبدا الكذب أوضح من عين الشمس..
أي زمان الكذب والدجل.. وسرقة الروح من أنفاس المجروح.. لا تحزن على كلاب تنبح في عصر غفلة الأسود.. فلا الكلاب مهما حكمت وتحكّمت تغدو ليوثاً.. ولا الليوث مهما انقلبت عليها صفحات الزمن تصبح أو تمسي قططاً وثعالب.. فطوبى لم عرف قيمة نفسه وأكرمها.. 


أخبار ذات صلة