بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

3 شباط 2022 12:00ص ما بدنا دولار!!

حجم الخط
أكاد أكون واحداً من قلائل ما زالوا يقبضون رواتبهم.. في بلد مات كل شيء فيه حتى «المعاش.. ما عاش حتى يبقى ويستمر».. وفي يوميات «حاكم المركزي» المتذاكية على الشعب السليب.. الذي تراكض وتقاتل وتدافع الشهر الماضي من أجل تحويل راتبه إلى الدولار.. علّه يفوز ببعض بما جادت به السماء عليه من «خير ذليل».. 

لتكون «نهفة» هذا الشهر مقلوبة رأساً على عقب.. فالمصارف تدّعي عدم توافر السيولة اللبنانية.. وتحاول فرض «خوّة» قبض الرواتب بالدولار.. والمواطن المسلوب أصلاً والمذلول على الأبواب وفي الطوابير.. رفع الصوت «خافوا الله.. ما بدنا دولار.. معاشاتنا ما عم تعمل شي وبدكم تقرطوها كمان».. على مسمع أذني تردّدت العبارات السابقات.. حتى أنّ أحدهم كان على شفير الاقتتال.. 

فمنه اقترب مُدير الفرع قائلاً: «لا تسم بدنك ولا تعصب.. نحن متلنا متلك عبد مأمور.. هيك إجتنا الأوامر.. رح نوقّف تسليم معاشات بالدولار.. وبكرا يمكن يكون في سيولة».. أجابه المواطن «المخنوق»: «وإذا بكرا جيت وتكرّر الوضع.. شو بعمل؟!».. ردَّ عليه المُدير ببرود أعصاب: «بكون أمر الله...».. وقبل أنْ يُكمل كلامه اقترب أحد موظّفي المصرف وهمس في أذن المُدير.. فرفع الأخير صوته عالياً وقال: «يا جماعة الخير إجا الفرج.. رح تقبضوا معاشاتكم بعملتها لبناني لبناني أو دولار دولار»..

فاحتضنه المواطن دامع العينين.. وقبّله من رأسه متأسّفاً على ما بَدَرَ منه.. ووعده الوقوف بالصف والانتظار حتى يصل دوره.. بل واحترام كل أصول التباعد والوقاية «الكورونيين».. 

تلك مهزلة جديدة نعيشها.. بل هي واحدة من درجات «جهنّم» التي وعدنا بها «فخامته».. بل وأكثر لا يزال ومحظيّوه يعدوننا بالإنجازات.. ويزايدون على سواهم متمسّكين بعبارتهم الشهيرة «ما خلّونا نشتغل!»..




أخبار ذات صلة