بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

16 آذار 2023 12:46ص ماذا تبقى من «14 آذار» 2005؟!

حجم الخط
أمس الأوّل الثلاثاء كان تاريخه «14 آذار».. وما أدراك ما «14 آذار» في التاريخ اللبناني الحديث.. «كان يوماً للتاريخ.. بل كان التاريخ بذاته.. صورة شعب خرج إلى الشوارع ورفع الصوت.. ليس إكراماً لشهادة كبير من وطني الرئيس رفيق الحريري ورفاقه الأبرار.. ولا حتى سعياً لتمايز عن محور مزّق البلد وأورثه الدمار.. بل لأنّه يوم للوطن.. يوم صرخة شعب.. ويوم للحقيقة بكل معانيها وصورها..
14 آذار 2023 حلَّ وكأنّ شيئاً لم يكن.. الليرة اللبنانية في أدنى مستوياتها.. ودولار السوق الموازية تجاوز الـ100 ألف ليرة للدولار واحد.. أما الشهر الفضيل فيفصلنا عنه أسبوع ليس أكثر.. فيما الشعب ينتظر كرتونة معونة من هنا.. وبطاقة إمداد وربطة خبز حُرِمَ منها من هناك..
تحل الذكرى والتسويات الدولية تتوالى.. ولعبة الأمم تستحكم وتستفحل.. فيما «لعب الولاد اللبناني» مستمر ومتواصل.. وحتى «لو كنتُ أدري» للمرة الثانية لم يكن يدري.. وصار اللي صار والتعنّت منعاً لانعقاد جلسة رئاسية لم يتمخض لا عن رئيس ولا حتى عن فأر..
حلّت الذكرى الـ18.. وقد بلغت «ثورة الأرز» المضمّخ بالدماء سن الرشاد.. وشتّان ما بين  14 آذار 2005 و14 آذار 2023.. الشعب الحي النابض الذي ملأ الساحات ورفع الصوت ودحر المحتل.. ساكت خاضع قانع.. لا يبرع إلا بـ»النق» وحتى «التسوّل».. وصرّافو الدولارات يكدّسون الثروات.. ومافياوات المصارف والمحروقات والأدوية وحتى المواد الغذائية أكلت الأخضر واليابس.
18 عاماً ولبنان على قارعة الدول يتسوّل رئيساً أو حكومة أو أقلّه «قيامة دولة».. في حين وصلت الإمارات إلى القمر.. وقطر دخلت التاريخ بأروع مونديال.. والسعودية تخطّت حدود الخيال بدولة مدنية متطوّرة.. وحتى سلطنة عُمان «الركن البعيد الهادئ» سجلت أعلى أرقام في موسم صلالة السياحي.. ولبنان من أتون الطائفية إلى أتون الإرهاب إلى أتون السلاح المتفلّت.. وحتى أتون الفقر والسرقات والموت والجوع.. فهل تبقّى شيء من يوم «14 آذار» 2005؟!
أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!