لم تعد الكلمات او الاوصاف تكفي لوصف واقع يزداد سوءًا يوما بعد يوم، في ظل مسؤولين لا يكترثون لهموم الناس، بل يتواقحون في تبسيطهم لمشاكل الناس وليس آخرها نصيحة وزير الطاقة للناس في حال لم يستطيعوا شراء تنكة بنزين في حال رفع الدعم باستعمال وسائط اخرى، هل يدري هذا الوزير الآتي من كوكب آخر انه لا يوجد نقل عام في لبنان او ميترو اواي شيء آخر او انه يقصد العودة الى الدراجة الهوائية التي لا يتقن معظم اللبنانيين ركوبها او انه يقصد العودة الى زمن الحمير الذين انقرضوا تقريباً، فعلاً لم نفهم عن اي الوسائط يتحدث اذا كان فعلا وزيراً في لبنان وليس دولة اخرى.
ربما كلام الوزير جاء في سياق مخطط عام بدأ مع ازمة البنزين والتهريب وطوابير الذل على المحطات، وليس آخرها اضراب اهل السلطة في وجه «الشعب الفاسد»، فهل هناك اوقح من هذه السلطة، لا يهمها لا الشتائم بحقها على وسائل التواصل الاجتماعي ولا صرخات المرضى اللاهثين وراء دواء يتعاون «مثلث الشيطان» من اخفائه اي السلطة والمستورد والصيدلي، وهذا هو الاسوأ بين الجميع فهو على تماس مع زبائنه ويعلم كم يؤثر اخفاء دواء على صحة هؤلاء، وهو يكدس الادوية ويقول للمرضى «الدواء مقطوع» هل يعلم مسؤول ذو ضمير ان الصيدليات في معظمها كما الشركات المستوردة تكتر الدواء المدعوم لتعيد طرحه للبيع بعد رفع الدعم وجني مئات آلاف الدولارات ،لماذا لا تقف الاحزاب التي تعتبر نفسها في خط الدفاع الاول عن الناس والوطن في وجه هؤلاء المحتكرين وتداهم صيدلياتهم ومخازنهم، ان كنتم تريدون ان تبقوا المثال الاعلى لبيئتكم ابدأوا بمحاربة فعلية للمحتكرين والا فانتم من تغطون على جرائمهم ومن تغاضى عن جريمة فهو شريك بها.