بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

10 آب 2020 12:20ص مدينتي المنذورة

حجم الخط
هي ليست كباقي المدن، هي درة الشرق ومنارته في زواياها عبق التاريخ وشموخه.
منذورة للالم والنهوض من تحت الركام، تتوالى عليها الجراح بأنواع  الحراب وتبقى واقفة كتمثال اغريقي فيه الكثير من السحر.
يوم زلزالها الشهير سنة 551 قالوا انها لن تقوم، وإذا بها تنفض الركام عنها وتقف متفاخرة بأنها منذورة للحياة.
منذورة للحياة ببهاء أنوارها التي تعم المنطقة.. وحتى العالم، بقدرتها على احتضان كل محب، شرط خلو محبته من التدليس والرجس.
حتى الحرب التي غيّرت ملامحها لم تفقدها رونقها وصار للركام جمالية الألم.
وإذا بها تعود عروساً للمتوسط تتباهى بجدائل العلم والثقافة وروح الحضارة الحقة..
قالوا انها انتهت، وان دورها قد غاب.
وإذا بها تعود أكثر بهاءً ودينامية التأثير حولها.
بيروت عنوان ورمز لمقاومة الموت، جهاد للحياة سرمدي أبدي لا ينوس ولا يُمحى.
هي اليوم جريحة.. تتحمل آلام جراحها بعمق العارف بالغد وما يحمله.
تعرف ان كل هذا الرماد وهذا الغبار لن يغطي زينتها، وانها أكبر من أية كارثة وأهم من أي خطب.
مدينتي المنذورة للألم والنهوض عائدة إلى بهائها، لن تزيدها  الجراح الا قوة وعزماً على مواجهة جراح قد تأتي.
تذهب الجراح وندوبها.. وتبقى مدينتي.. سيّدة المدن.
سلام من قلبي لمدينتي..

أخبار ذات صلة