بيروت 13 نيسان 1975 - بيروت 13 نيسان 2022.. لا المشهد تبدّل ولا الواقع اختلف.. بل الحال آل إلى أسوأ حال.. ليبقى السؤال: مَنْ المسؤول عن عدم تبدّل الأحوال؟!.. مَنْ المسؤول عن مآل شعب ما كان ليكون أفضل ممَّا إليه آل..
اقترب منّي ليخبرني بأنّه خلال «بلِّ ريق» سياّرته.. بما تيسّر من البنزين في محلّة الضناوي.. اقترب منه «أزعر تغزو الوشوم جسده».. والسكين «تتراقص» في يده.. ودون سابق معرفة أو أي سبب يُذكر.. كال عليه الشتائم والسُباب وآمراً إيّاه بمغادرة المكان فوراً.. والذريعة «ما عجبني شكلك».. فما كان من الزميل «المُحترم بشهادة كل مَنْ يعرفه».. أنْ غادر المكان والألم يعتصر في صدره على ما وصلنا إليه..
مشهد مُقارب لما سبق.. جار «أزعر وركبت براسو ما بدّو يخلّي جاره يصف سيّارته» في موقعها الطبيعي.. والسبب أنّ أحدهما مالك والآخر مستأجر.. فما كان من المستأجر «المُحترم» أيضاً بشهادة عارفيه.. إلا أنْ استجار بالقوى الأمنية التي بعد أخذ ورد.. وبعدما وقعت الصلحة إثر تهجّم الأزعر على دار جاره.. ثم تدخّل «أهل الخير» لرأب الصدع.. اتصل أحد عناصرها بالمُعتدى عليه يسأله عن مكان الأزمة.. فأبلغهم الأخير بأنّ «يطعمهم الحجّة والناس راجعة»..
ما سبق عيّنتان من زمن التفلّت وانعدام الأمن الشخصي.. عيّنتان أقل بكثير من عمليات الخطف التي نسمع عنها ونتابعها يومياً عبر مواقع التواصل والأخبار.. ناهيك عن الإشكالات المسلّحة التي توتّر أحياءً ومناطق برمّتها.. والسبب في «آخر النهار» (الجنازة حامية والميت كلب)..
مشهد الأمن الضائع اليوم لم يعهده مَنْ سبقونا في حرب الـ75.. أما أنْ تتلقّى رصاصة وأنت واقف في طابور الخبز.. فذلك أكثر من جهنّم التي بشّرنا بها سيد القصر.. حتى أصبحنا نحلم بالدبس من (...) النمس.. ويا عيب الشوم على هيك آخرة لهيك بلد.. وغدُ الانتخابات قريب جداً.. فسارع أيها الشعب وانتخب إما بالملاليم الإعانات أو بالتكليف الشرعي.. فلا المشهد الأسود سيتغيّر ولا الوجوه الكالحة ستتبدّل!!