في مطلع شبابنا كنا نتزاحم إلى حضور حفلات المصارعة الحرة التي يقيمها (الأخوان سعادة) في المدينة الرياضية.
ونشعر بالفرح ونحن نرى أحدهما ينتصر بالتثبيت على أحد المصارعين الأجانب ومنهم «برنس كومالي» و«كوفاكش» وغيرهما.
ليس تعصباً وطنياً فقط، بل للاعجاب بالقوة في مرحلة الفتوة.
ولكن ما يحدث الآن على صعيد الحكومة هو نوع من أنواع المصارعة التي لا تسر الخاطر وتنعكس على مصالح المواطن المسكين الذي يشكو إلى الله من عيب في الجيب لتأمين ما يلزم من ضروريات العيش لأسرته.
اشتباك بين وزيرين في حكومة واحدة شعارها كشعار من سبقها ومن سيتبعها من حكومات (التضامن الوزاري).
تجاذب وشد حبال بين وزيري الزراعة والاقتصاد.
والاثنان معنيان مباشرة ربما بأهم ما يعني المواطن.. ألا وهو الغذاء، ويتبادلان الرسائل الساخنة والتصريحات الاكثر سخونة حول تقاذف المسؤولية في عدم جدوى التدابير التي يتخذانها للجم أسعار ضروريات العيش..
هما يتبادلان قذف كرة النار من أحدهما إلى الآخر في الوقت الذي تلسع النار فيه بعيداً عنهما على وجه التأكيد المواطن الباحث عن بعض الخضار أو المواد الغذائية...
لن نتدخل في اشتباك صاحبي المعالي وإنما نطلب منهما هدنة يفكران خلالها في طريقة ما لا بدّ من وجودها للتخفيف من وطأة الجوع.. الذي يعرفان جيداً أنه كافر..