بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

26 تشرين الأول 2017 12:05ص ملكة على عرش قلبي!

حجم الخط
يوم جديد من يوميات «صاحبنا».. كلّلته بهجة الملقى ومواقع العشق.. وروحانيات الملتقى ودفء النذور.. ووحي النور وبسمات الثغور..
يوم جديد أصرّت قبله بردح من الزمن.. على «صاحبنا» أنْ يتّخذه إجازة مع عمله.. بل إجازة من كل فيافي الحياة.. حتى من طفلتهما التي لم تبلغ سنتها الثانية.. فكان لها ما شاءت وارتأت.. وخصّص هذا اليوم لها دون سواها..
ومع ساعات ذاك اليوم الأولى.. أبلغته بأنّ الدرب ستحملها إلى هناك.. إلى تلك الأعالي حيث تُلقي عذراؤنا المريمية.. نظرة احتضان ليوميات أبنائها.. وحيث تقف العين لتدمع عند صفاء الروح.. وتسلسل موج الخليج البيروتي.. وعند مرقد القداسة واشتعال نور الطهارة..  
أخذته هائماً إلى حيث سبق واستأجرت كوخاً.. مرمياً على كتف بكركي.. يتماهى ما بين طهر سيدة حاريصا وصخب ليل جونيه وصفاء صباحها.. 
كوخ خشبي كلّلته الزهور الحمراء المنثورة في أرجاء المكان.. وعبير الورد الممزوج بعبق شموع الصندل والأوركيديه.. وفي ركن ركين قالب من الحلوى على شكل قلب.. يحتفي بثلاث من السنوات مرّت على العشق الإلهي الذي ربط قلبين.. إلى يوم الدين بإذن الله.. وزيّنه بنور على نور من جمال طفلة نورانية الجمال..
ابتسم من فرط فرحته.. وضحك من شدّة تفاجئه.. وفرح بها وبما خطّطت للاحتفال.. لكنّه حزن في عميق نفسه بأنّها حرمت نفسها.. وجمعت المال على مدى أشهر كي يحتفيان بهذا اليوم معاً..
إلى صدره ضمّها.. وعلى جبينها قبلة من أعماق الشفاه رسم.. ليُخرِج من حقيبته هدية سريّة أحضرها دون علمه بما ستفاجئه به.. ففرحت بها وبالزهور المزركشة حول الهدية.. قائلة: «إنت وراشيل أحلى هدية بعمري».. فردّد والدمع يترقق من عينيه.. مصحوباً بدمعها اللؤلؤي: «ربّي ما يحرمني منِّك.. وتكوني ملكة على عرشي قلبي بالدنيا والآخرة»..
ومعاً أوقدا شمعة حبة ثالثة.. ونذراً قدّماه تحت ظلال السيدة.. على أمل عمر مديد وعشق أبدي..


أخبار ذات صلة